نبهت الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات إلى “استفحال ظاهرة تهريب البضائع والمواد الثمينة الخاضعة لنظام التصريح الجمركي، خاصة الهواتف الذكية والآلات الإلكترونية، وغيرها من المواد التي يتم ضبطها مخبأة داخل الشاحنات القادمة من أوروبا”.
وأضافت الجمعية، في بيان لها أمس الثلاثاء، أن هذه الممارسات تأتي من طرف “بعض السائقين غير النزهاء، وبدون علم أرباب الشركات المشغلة، وذلك سعيا وراء الإثراء غير المشروع، والحصول على منافع مادية لحسابهم الشخصي”.
وأورد البيان أن هذه الممارسات تأتي “دون مراعاة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والمتمثلة بالأساس في سياقة الشاحنة وإيصال البضاعة إلى وجهتها النهائية، مع الاحترام الكامل للمساطر والقوانين المطبقة في مجال السير والجولان والجمارك وغيرها؛ غير آبهين بالضرر المعنوي والأخلاقي الذي يتسببون فيه لباقي السائقين الشرفاء الذين يكدون ويعملون ليل نهار من أجل كسب لقمة العيش لهم ولأسرهم”.
وأردف المصدر ذاته: “هذه السلوكات المنافية للقانون تترتب عليها عدة عواقب سلبية على شركات النقل الدولي التي تصبح عرضة لمجموعة من الإجراءات العقابية، كحجز الشاحنات التي يتم فيها ضبط المواد المهربة، وتطبيق غرامات مالية تتحملها خزينة الشركات، ما يعرض فعلا هذه الأخيرة لخسائر مادية جسيمة، إضافة إلى تشويه سمعتها التجارية لدى زبائنها وشركائها سواء داخل المغرب أو في الخارج”.
وفي هذا الصدد أعلنت الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات، باسم جميع أرباب النقل الطرقي الدولي للبضائع، عن “شجبها ورفضها المطلق مثل هذه التصرفات الخارجة عن نطاق القانون”، مطالبة هاته الفئة من السائقين بـ”الكف عن امتهان جميع وسائل وطرق التهريب غير القانونية، علما أن كل من تم ضبطه متلبسا بأي شكل من أشكال تهريب الهواتف الذكية أو الآلات الإلكترونية سيتم فصله فورا عن عمله، ومتابعته أمام السلطات القضائية المختصة، مع إجراءات سحب الفيزا، ومنعه من التسجيل في بيان التصدير المؤقت للعربات ذات الصبغة التجارية المستعملة في النقل الطرقي الدولي (التريبتيك)”، بحسبها.
الشرقي الهاشمي، الكاتب العام الوطني للاتحاد العام لمهنيي النقل الدولي والوطني، قال إن “هذه الظاهرة تنامت بشكل مخيف وكبير مؤخرا”.
وأضاف الهاشمي مصرحا لهسبريس أن المشكلة مترابطة وتنتهي في الجمارك، “حيث تتم متابعة الشركة والشاحنة عوض الاكتفاء فقط بالسائق”، داعيا إلى تحميل الأخير مسؤولية هذه الوقائع.
وأشار المتحدث إلى أن “هناك جملة من السائقين غير النزهاء ممن دفعهم الطمع إلى امتهان التهريب بشتى أنواعه، رغم أجورهم المستحسنة في مجال النقل الدولي”، لكنه رفض تعميم هذه الظاهرة على السائقين المهنيين بالمغرب، مناديا بتقوية التحسيس والتوعية.
0 تعليق