شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة لعام 2025، حيث منح أنواط الامتياز من الطبقة الثانية لعدد من الطلاب المتميزين، كما شارك في تكريم أوائل الطلاب الوافدين بالأكاديمية، تقديرًا لتفوقهم والتزامهم في الدراسة والتدريب.

تكريم رئاسي للمتفوقين ومنح أنواط الامتياز بحضور الرئيس السيسي

وخلال الحفل، ألقى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، كلمة مهمة تناول فيها ملامح الاستراتيجية الأمنية للوزارة، وإنجازات قطاع الشرطة في مواجهة الإرهاب والجريمة، وتطوير منظومة التدريب والتأهيل في ضوء توجيهات القيادة السياسية.

تأمين الجبهة الداخلية ومواجهة المؤامرات.. ثوابت استراتيجية الأمن الوطني

أكد وزير الداخلية أن الثوابت الراسخة للاستراتيجية الأمنية ترتكز على تأمين الجبهة الداخلية وحماية مقدرات الوطن، موضحًا أن أجهزة الوزارة تعمل بتكامل تام مع الشعب المصري العظيم الذي يدرك قيمة الاستقرار، ويعي حجم المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن.

وقال الوزير في كلمته: "نواصل مساندة شعبنا العظيم الذي يعي ما يُحاك لمصر من مؤامرات، ويدرك قيمة الاستقرار في وطنٍ متماسك، من خلال التصدي الحاسم لكافة صور الجريمة التي تهدد أمن المجتمع، ورصد وتقويض حركة التنظيمات الإرهابية ومنابع تمويلها."

وأضاف أن أجهزة الأمن نجحت في إفشال المحاولات اليائسة لجماعة الإخوان الإرهابية ومن يأتمرون بتوجهاتها، عبر رصد محاولاتهم لإعادة تصدير العنف والإرهاب، واستهداف وعي الشباب بحملات التضليل والشائعات، مؤكداً أن هذه المحاولات "تسقط دائمًا أمام وعي الشعب وصلابة مؤسسات الدولة".

50 عامًا من العطاء الأمني.. وأكاديمية الشرطة نموذج للتطور العلمي والمهني

كما أشار الوزير إلى أن احتفال هذا العام يتزامن مع الذكرى الخمسين لإنشاء أكاديمية الشرطة، التي وضعت منذ تأسيسها هدفًا واضحًا هو إعداد رجل شرطة عصري مسلح بالعلم والمعرفة.

وأوضح أن السنوات العشر الأخيرة شهدت، بتوجيهات ومتابعة مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، نقلة نوعية غير مسبوقة في تطوير قدرات كوادر الشرطة، من خلال إعادة صياغة منظومة التدريب والتأهيل وفق فكر علمي مدروس يجمع بين المهارات الفنية والتخصصية والتأهيل الأكاديمي، مع دمج التكنولوجيا الحديثة في منظومة العمل الأمني.

برامج علمية متطورة وتخصصات جديدة لخدمة الأمن الوطني

وفي إطار تحديث المنظومة التعليمية بالأكاديمية، أعلن وزير الداخلية أنه تم استحداث تخصصات وظيفية جديدة لطلبة وطالبات الأكاديمية، بما يدعم مهاراتهم الفنية ويوسّع قاعدة الكفاءات داخل جهاز الشرطة.

وأوضح أنه تم إتاحة الالتحاق بالأكاديمية لخريجي كليات الحقوق وخريجات كليات التربية الرياضية، ومنحهم درجة الماجستير في العلوم القانونية والمجالات الأمنية، إلى جانب دعم المناهج الدراسية بدورات متقدمة في اللغات الأجنبية، بما يواكب التطورات الدولية في مهام العمل الأمني.

وأشار الوزير إلى أن هذا التطوير العلمي ساهم في تحويل الفكر الأكاديمي إلى تطبيق عملي ناجح، انعكس بوضوح على أداء الخريجين وكفاءتهم الميدانية.

ذكاء اصطناعي ومحاكاة واقعية لتدريب ضباط المستقبل

وأكد اللواء محمود توفيق أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتحديث ميادين ووسائط التدريب، وفق أحدث النظم والمعايير العالمية، مشيرًا إلى إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأساليب المحاكاة الواقعية في تدريب الطلبة والطالبات، بما يعزز قدرتهم على التعامل الفعّال مع سيناريوهات العمل الأمني الحديثة.

وأضاف أن هذه الخطوة ساهمت في تسريع انتقال الخريجين للحياة العملية بعد التخرج، ورفع مستوى الاحترافية في أداء المهام الأمنية، مؤكدًا أن المشهد الذي شهده الحفل اليوم يعكس نجاح المنظومة التدريبية في بلوغ أهدافها، وسيرها بثبات على الطريق الصحيح لإعداد رجال شرطة قادرين على حماية أمن الوطن والمواطن.

تطوير الكوادر الأمنية وتمكين الضباط من الدراسات العليا

وفي سياق متصل، أشار الوزير إلى التوسع في تمكين ضباط الشرطة من الحصول على الدرجات العلمية المتقدمة التي تؤهلهم لتطبيق السياسات الأمنية الحديثة، إلى جانب تطوير مناهج الفرق التخصصية واستخدام النظم التكنولوجية المتقدمة في تقييم الأداء.

وأكد أن هذا التطوير المتواصل يعزز من قدرات جهاز الشرطة، ويرسّخ مفاهيم العلم والتخطيط الحديث في الأداء الأمني.

الذكاء الاصطناعي في قلب منظومة الأمن.. رؤية مستقبلية

وأوضح اللواء محمود توفيق أن وزارة الداخلية، تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس، تحرص على تعميم التقنيات الحديثة بمختلف القطاعات، مشيرًا إلى أن مركز التدريب التخصصي لنظم التكنولوجيا الأمنية بالوزارة يقوم بتنظيم دورات تدريبية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع خبراء متخصصين، بهدف صقل مهارات الضباط في توظيف هذه التقنيات لخدمة أغراض الأمن القومي.

عهد متجدد بالولاء والوفاء للرئيس والوطن

واختتم وزير الداخلية كلمته بتجديد العهد للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكداً أن رجال الشرطة سيواصلون بذل الجهد والعطاء خلف قيادته الرشيدة لتوفير المناخ الآمن لمسيرة العمل الوطني، قائلاً:"تجدد الشرطة عهدها لسيادتكم على مواصلة البذل والتضحية، والتصدي بكل حسم لكل ما يهدد أمن الوطن والمواطن. ولسوف يشهد التاريخ لسيادتكم بكل اعتزاز الدفاع بإرادة صلبة عن السيادة المصرية، والحرص على عدم التفريط في حق أو التراجع عن واجب، مهما بلغت التحديات.

واختتم قائلاً:"حفظكم الله ورعاكم، وحفظ مصرنا الغالية آمنة مطمئنة."

شرطة عصرية.. ووطن يزداد أمنًا واستقرارًا

تؤكد كلمة وزير الداخلية أن تطوير العنصر البشري في جهاز الشرطة أصبح حجر الزاوية في بناء الأمن المصري الحديث، وأن الرؤية الأمنية في عهد الرئيس السيسي تتجاوز المفهوم التقليدي للأمن لتصل إلى أمن شامل متكامل يقوم على العلم والاحتراف والتكنولوجيا.

وبينما تتجدد كل عام دفعات جديدة من الضباط المدربين، تبقى مصر آمنة قوية برجالها المخلصين الذين أقسموا أن يظلوا درع الوطن وسيفه.