دمشق تحت ضغط التسوية.. حراك دبلوماسي أميركي- سوري كردي في مفترق طرق - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت العاصمة السورية دمشق في السابع من أكتوبر 2025 حراكاً دبلوماسياً غير مسبوق، تمثل في لقاء ثلاثي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بوفد أمريكي رفيع المستوى ووفد من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

ضم الوفد الأمريكي المبعوث الخاص إلى سوريا توماس براك وقائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر، فيما مثل وفد "قسد" كلاً من مظلوم عبدي وإلهام أحمد وروهلات عفرين. 

وجرى اللقاء بحضور وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات العامة السوريين، مما يعكس مستوى التمثيل العالي من جميع الأطراف، فيما وركزت المباحثات على آليات تنفيذ "اتفاق 10 آذار" الذي وقّعته الحكومة السورية مع "قسد" في مارس 2025، والذي لم ينفذ سوى جزئياً بسبب خلافات جوهرية بين الطرفين. 

وجاء هذا الحراك الدبلوماسي على خلفية التصعيد العسكري الأخير في محافظة حلب، حيث شهدت أطراف حيي الشيخ مقصود والأشرفية اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري و"قسد"، وصفت بأنها الأعنف منذ توقيع الاتفاق .

وقف إطلاق النار والاتفاقيات الميدانية

أسفرت اللقاءات عن اتفاق فوري على وقف شامل لإطلاق النار في شمال وشرق سوريا، وهو ما أعلنه وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عبر منصة "إكس" مؤكداً أن "الاتفاق مع مظلوم عبدي على وقف شامل لإطلاق النار في جميع المحاور على أن يبدأ التنفيذ فورياً". 

كما أعلن المبعوث الأمريكي توم براك أن الحكومة السورية و"قسد" توصلتا إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الأوضاع في سوريا تسير نحو التحسن. 

وذكر براك في تصريحات له أن واشنطن تشجع الطرفين على اتخاذ قرارات مشتركة تحقق مصالح السوريين. وقد تمحورت المناقشات حول تنفيذ بنود اتفاق 10 آذار المتعلق بالشراكة الميدانية والسياسية بين الطرفين، مع التركيز على التهدئة في حلب بعد الاشتباكات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل شخصين واستكشاف نفق تابع لـ"قسد" حسبما أفادت مصادر عسكرية سورية .

الملفات العالقة في اتفاق آذار

كشفت "الإدارة الذاتية" عن أن المباحثات في دمشق ركزت على أربع قضايا رئيسية بالغة الأهمية هي: تعديل الدستور، ودمج القوات العسكرية، ووقف إطلاق النار، وعودة النازحين. 

وأوضح وفد "قسد" أن النقاش حول تعديل الدستور السوري كان محورياً، مؤكداً أن "أي دستور جديد يجب أن يمثل جميع المكونات السورية ويحمي حقوقها دون تمييز". 

كما تناول الاجتماع مبدأ دمج "قوات سوريا الديمقراطية" وقوى الأمن الداخلي ضمن "إطار وطني موحد"، في خطوة وصفت بأنها تمهيد لتشكيل "جيش منظم وفعال يخدم حماية جميع السوريين". 

وأشار بيان الوفد إلى أن النقاط المطروحة نوقشت شفهياً خلال اللقاء، دون توقيع أي اتفاق رسمي حتى الآن، مما يعكس استمرار وجود هوة من الثقة بين الطرفين. وقد سبق أن أبرمت السلطات الجديدة والقوات الكردية اتفاق آذار لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية للإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية، لكن خلافات كبيرة بين الطرفين أخرت تنفيذ هذا الاتفاق .

الدور الأمريكي والضغوط الزمنية

يأتي هذا الحراك الدبلوماسي في وقت تشهد فيه السياسة الأمريكية تجاه سوريا حالة من الانزياح، حيث يعمل المبعوث الأمريكي توم براك تحت ضغط زمني لتسريع تطبيق بنود اتفاق آذار قبل نهاية العام الحالي. 

وكان براك قد عين في منصب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا في 23 مايو 2025، بعد توليه منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. وبراك هو ملياردير أمريكي من أصل لبناني، وصديق مقرب للرئيس دونالد ترامب، وقد شغل سابقاً منصب رئيس لجنة تنصيب ترامب. وقال براك في أول تعليق له بعد تعيينه مبعوثاً إلى سوريا إن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا سيخدم غاية واشنطن وهي "هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية" و"منح الشعب السوري فرصة مستقبل أفضل

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق