هل تُحكم صادرات الغاز التركية قبضتها على أوروبا؟ وزير يجيب - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تطمح أنقرة في أن تحتلّ صادرات الغاز التركية إلى أوروبا موقع الصدارة، مستغلةً طاقتها الاحتياطية للاستيراد، فضلًا عن استقرار الطلب المحلي على الغاز.

ووفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُعدّ تركيا قادرة على استيراد الغاز المسال، لإعادة تصديره إلى جنوب شرق أوروبا.

وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن نظام خطوط أنابيب الغاز في البلاد الذي تديره شركة بوتاش المملوكة للدولة (Botas)، إلى جانب مرافق استيراد الغاز المسال الـ5، يعني أن لديها قدرة استيراد أكبر مما تحتاج إليه لتلبية الطلب على الغاز.

كما تواصل أنقرة عمليات استكشاف الغاز في البحر الأسود، ما يسهم في إنشاء مركز لتجارة الغاز شمال غرب البلاد.

إمكانات إعادة التصدير في تركيا

قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، في مقابلة بُثَّت بالتلفاز التركي في 20 سبتمبر/أيلول 2024: "نستهلك نحو 50 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز، لكن لدينا القدرة على استقبال نحو 75-80 مليار متر مكعب سنويًا".

وأوضح بيرقدار أن نظام الغاز التركي يمتلك 25-30 مليار متر مكعب سنويًا من القدرة الإضافية على الاستيراد، بفضل استثمارات شركة بوتاش على مدى العقد الماضي، وهو ما يخلق "تلقائيًا" إمكان إنشاء مركز تجاري.

وقال: "إذا كانت هناك فرصة للتصدير، ويمكننا التوصل إلى اتفاق مع العملاء في أوروبا، فيمكننا توريد الغاز المسال من العديد من المصادر المختلفة"، مسلطًا الضوء على الولايات المتحدة وقطر وعمان وترينيداد وتوباغو بوصفها مورّدة محتملة للغاز المسال.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُعدّ إنتاج الغاز التركي من حقل صقاريا في البحر الأسود مصدرًا محتملًا للإمدادات.

وأشار بيرقدار إلى مزيج الغاز من مصادر مختلفة في نظام بوتاش بوصفه "مزيجًا تركيًا" من الغاز، بحسب ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

وقال: "يُمكننا استعمال هذا لتلبية احتياجات دول جنوب شرق أوروبا"، مشيرًا إلى خط أنابيب عبر البلقان الذي نقل الغاز الروسي حتى عام 2020 إلى تركيا، عبر أوكرانيا ومولدوفا ورومانيا وبلغاريا.

ومنذ بدء خط أنابيب ترك ستريم، عُكست تدفقات الغاز عبر خط أنابيب عبر البلقان، ويُمكن الآن استعمال الأنبوب لإعادة تصدير الغاز من تركيا إلى بلغاريا ورومانيا والمجر وصربيا.

وأبرمت شركة بوتاش عقودًا لتوريد الغاز إلى بلغاريا ورومانيا والمجر، كما أبدت اهتمامها بتوريد الغاز إلى أسواق إقليمية أخرى.

واردات تركيا من الغاز المسال

وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اتّبعت تركيا مؤخرًا سياسة عنيفة لتنويع إمدادات الغاز، وتنويع مصادره بعيدًا عن الغاز لتوليد الكهرباء.

وخلال الأشهر الـ5 الماضية، وقّعت شركة بوتاش 3 اتفاقيات جديدة لشراء الغاز المسال مع توتال إنرجي وشل وإكسون موبيل، وفي نهاية العام الماضي (2023) جددت صفقة الغاز المسال القديمة مع الجزائر.

ولم يذكر وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار واردات الغاز عبر خط الأنابيب في تركيا، أو النسبة المئوية التي ستسهم بها في "المزيج التركي" من الغاز، أو الدور الذي يُمكن أن تؤديه بخطط إعادة تصدير الغاز في تركيا.

وقد أثارت الخطط التركية المعلنة منذ مدّة طويلة لإنشاء مركز لتجارة الغاز في شمال غرب تركيا مخاوف من أن هذا قد يسمح بدخول المزيد من الغاز الروسي إلى الأسواق الأوروبية.

إذ تستورد شركة بوتاش حاليًا ما يصل إلى 16 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الروسي عبر خط أنابيب بلو ستريم بموجب عقد قديم ينتهي في نهاية عام 2025، وما يصل إلى 5.75 مليار متر مكعب سنويًا عبر ترك ستريم بموجب صفقات فورية تنتهي أيضًا في نهاية عام 2025.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك 6 شركات تركية خاصة عقودًا لاستيراد ما يصل إلى 9.75 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الروسي عبر ترك ستريم، على الرغم من أن حالة العقود غير واضحة.

وتحمل جميع العقود تراخيص استيراد سارية صادرة عن هيئة تنظيم الطاقة في تركيا، لكن 3 شركات استوردت القليل من الغاز أو لم تستورد أيّ غاز منذ عام 2019، ولم تستورد أيٌّ منها أيّ غاز منذ مارس/آذار من العام الجاري (2024).

ويُمكن لشركة بوتاش أيضًا استيراد 6 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز الأذربيجاني عبر خط أنابيب تاناب بموجب عقد قديم ينتهي في عام 2033، واستوردت العام الماضي (2023) 4.3 مليار متر مكعب أخرى بموجب عقود فورية سنوية وربع سنوية وشهرية، تنتهي الاتفاقية الشاملة لها في نهاية العام الجاري (2024).

كما تستورد أنقرة ما يصل إلى 9.6 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز عبر خط أنابيب الغاز بين إيران وتركيا، بموجب عقد قديم مع إيران ينتهي في يوليو/تموز 2026.

صادرات الغاز التركية

أنشطة التنقيب عن الغاز

في سياقٍ متصل، قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن أنقرة تواصل التنقيب عن احتياطيات جديدة في البحر الأسود.

وقال، إن شركة تباو التابعة للدولة -التي تدير حقل غاز صقاريا التركي بقدرة 710 مليارات متر مكعب- على وشك البدء في حفر بئر أكجابيلي 1 غرب البحر الأسود، التي تأمل أن تحدد احتياطيًا جديدًا للغاز.

ومنذ بضعة أيام، وصلت أول منصة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ إلى تركيا قادمة من سنغافورة، حيث سترسو في حقل صقاريا للغاز الطبيعي.

وستضاعف المنصة العملاقة، التي تصل مساحتها إلى 3 ملاعب كرة قدم، إنتاج أكبر حقل غاز في تركيا، وستُغذّي 4.4 مليون منزل جديد محلي.

وأوضح بيرقدار -أيضًا- أن تركيا ما تزال مهتمة بالتنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى أن سفن الحفر التركية حفرت 9 آبار استكشافية في المنطقة دون تحديد أيّ احتياطيات جديدة.

وحُفرت 6 من هذه الآبار في مناطق تطالب بها كل من قبرص وتركيا جزءًا من منطقتهما الاقتصادية الخالصة، و3 آبار فقط في مناطق تطالب بها تركيا.

سفينة التخزين وإعادة التغويز أرطغرل غازي
سفينة التخزين وإعادة التغويز أرطغرل غازي – الصورة من صحيفة صحيفة حرييت التركية

صادرات الغاز التركية في 6 أشهر

وفق البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تجاوزت صادرات الغاز التركية في الأشهر الـ6 الأولى من عام 2024 مستويات عام 2023 بأكمله.

وبلغت صادرات الغاز التركية عبر الأنابيب نحو 820 مليون متر مكعب في المدّة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران، مقارنةً بـ690 مليون متر مكعب صُدِّرَت في عام 2023 بأكمله.

كما يُقارن ذلك بـ110 ملايين متر مكعب فقط خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الماضي (2023)، وفقًا لأحدث البيانات من هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا (EPDK)، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في الوقت نفسه، انخفضت واردات تركيا من الغاز المسال بنسبة 9% على أساس سنوي خلال النصف الأول من عام 2024، بإجمالي 24.2 مليار متر مكعب، حسب بيانات هيئة تنظيم الطاقة التركية.

وانخفضت واردات الغاز المسال بنسبة 31% على أساس سنوي إلى 6.3 مليار متر مكعب خلال هذه المدّة، في حين ظلت الواردات عبر الأنابيب ثابتة عند 17.4 مليار متر مكعب.

كما ظل الطلب على الغاز مستقرًا في الغالب عند 28.6 مليار متر مكعب، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وارتفع الإنتاج المحلي إلى نحو 930 مليون متر مكعب في النصف الأول من العام، مقارنةً بـ230 مليون متر مكعب في المدّة نفسها من العام الماضي (2023)، وذلك مع زيادة الإنتاج من حقل صقاريا البحري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق