يضع النادي الأهلي نصب عينيه اسم المدرب الدنماركي جيس ثورب لتولي المسؤولية الفنية خلفًا للإسباني خوسيه ريبيرو، الذي غادر منصبه في 31 أغسطس الماضي بعد تراجع النتائج، وتكثف الإدارة تحركاتها لإنهاء المفاوضات خلال الأيام المقبلة، وسط ترقب جماهيري كبير لمستقبل الفريق.

وُلد جيس ثورب عام 1970 في الدنمارك، وبدأ مشواره داخل المستطيل الأخضر مهاجمًا تنقّل بين أندية محلية وأخرى في ألمانيا والنمسا والنرويج، ثم أنهى مسيرته كلاعب بقميص إسبيرج، النادي الذي فتح أمامه أبواب عالم التدريب، حيث انطلق منه لبناء مسار تدريبي سريع التصاعد.

قاد ثورب إسبيرج للتتويج بكأس الدنمارك موسم 2012–2013، ثم فرض اسمه بقوة مع ميتييلاند عندما حصد لقب الدوري موسم 2017–2018، قبل أن يضيف لقبًا جديدًا في سجله مع كوبنهاجن خلال موسم 2021–2022، كما تولى قيادة منتخبات الشباب في بلاده لفئتي تحت 20 و21 عامًا، وتدرّب على التعامل مع المواهب الصاعدة، إضافة إلى خوضه تجارب خارجية مع جينت في بلجيكا وأوجسبورج في ألمانيا حتى عام 2025.

يعتمد المدرب الدنماركي على فلسفة هجومية مرنة تجمع بين طريقتي 4-3-3 و4-4-2، ويمنح فريقه هوية واضحة تقوم على الاستحواذ المتواصل، والضغط العالي، والتحول السريع من الدفاع للهجوم، ويشتهر بثقته في العناصر الشابة ومنحها أدوارًا محورية داخل أرض الملعب، ما يعزز قدرته على بناء فرق تنافسية طويلة المدى.

يحمل سجل ثورب نقاط قوة واضحة، من بينها خبرته المتنوعة داخل القارة الأوروبية، وسجل إنجازات محلية متينة، وشخصيته المنضبطة القادرة على فرض النظام في غرف الملابس، إضافة إلى مهارته في تشكيل فرق متماسكة قادرة على المنافسة، لكنه في المقابل يواجه تحديات ليست بسيطة، أبرزها عدم خوضه تجربة في بيئة ذات ضغط جماهيري وإعلامي كثيف مثل الكرة المصرية، إلى جانب أن مسيرته تتركز في دوريات متوسطة المستوى، كما أن اسمه لا يحظى برصيد جماهيري كبير على الصعيد الدولي.

نجاح ثورب المحتمل مع الأهلي سيتوقف على مدى قدرة الإدارة على منحه الوقت الكافي لتطبيق أفكاره، وعلى قدرة اللاعبين على التأقلم مع أسلوبه، خصوصًا أن المنافسة المحلية والقارية لا تمنح الكثير من الفرص للتجارب الطويلة، ما يجعل الصبر والتخطيط من عوامل الحسم في التجربة المرتقبة.