يحيى السنوار..  يبدو أن شهر أكتوبر كان له باع طويل مع زعيم حركة حماس يحيى السنوار ، وأن الأحداث التي كان لها تأثير بالغ الأهمية في حياته حدثت في هذا الشهر،  ولكن لا شئ يحدث من قبيل الصدفة ولكن يبدو أن القدر له رأي آخر في حياة هذا القائد.

فأكتوبر كان ليس مجرد شهر لأبو إبراهيم يحي السنوار ، فهو شهر يحمل المحطات المصيرية في حياته بداية من الميلاد حتى الممات ، وإطلاق سراحه، وهو الشهر أيضا الذي اندلع فيه طوفان الأقصى الذي قام بالتخطيط له ، الهجوم الذي وصفه نتنياهو بأنه أسوء ما حدث للشعب اليهودي بعد المحرقة النازية، كما شهد على نهايته وهو يقاتل الجيش الاسرائيلي في غزة حتى الرمق الأخير.

الميلاد

وولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 29 أكتوبر 1962،  وكان سياسي ومناضل فلسطيني، المعرف بأبو إبراهيم، والذي ساعد على بناء الجناح العسكري لحركة حماس، وتلقَّى السنوار تعليمه في مدارس مخيم خان يونس، وأكمل دراسته بعدها بالجامعة الإسلامية التي تخرج فيها بشهادة في الدراسات العربية.

ويعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ 6 أغسطس 2024، بعد اغتيال إسماعيل هنية، وكان قبل ذلك رئيسًا لمكتبها السياسي في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017.

يحيى السنوار، يعتبر المؤسس الجهاز الأمني لحركة حماس، والذي سُمِّيَ جهاز الأمن والدعوة (مجد) عام 1985، وهو جهاز تخصص بملاحقة من اتهموا بالكفر، أو التجسس لصالح الاحتلال الصهيوني، يتسم بحسن القيادة والحنكة السياسية، وشقيقه هو القيادي في كتائب القسام، محمد السنوار.

إطلاق سراحه

يحيى السنوار ..  وفي العام 1989، حكمت عليه إسرائيل من خلال المحكمة العسكرية في غزة، بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة و25 عام أخرى، بعد إدانته بقتل وتعذيب أربعة فلسطينيين أعتبرهم متعاونين، قضى منها 22 عامًا حتى إطلاق سراحه من بين 1027 آسير فلسطيني آخر في عملية تبادل أسرى عام 2011  مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، وتم الإفراج وإطلاق سراح  يحيى السنوار في 18 أكتوبر عام 2011.

ووفقا لتقرير استخباراتي إسرائيلي  قال إنه "كان قاسياً، وموثوقاً، ومؤثراً ومقبولاً من قبل أصدقائه، ويتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والمكر والتلاعب، ويحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين"،  وذلك وفق ما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

طوفان الأقصى 

يحيى السنوار..  و تعتبر إسرائيل يحيى السنوار، العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر، وهو على رأس قائمتِها للمستهدفين خلال الحرب التي شنتها على قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر 2023.

الاستشهاد 

يحيى السنوار..  وفي السابع عشر من أكتوبر أعلن الجيش الاسرائيلي  مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار أثناء اشتباك في منطقة حي تل السلطان جنوب قطاع غزة.

يحيى السنوار..  ونشرت وسائل إعلام عبرية تفاصيل المعركة الأخيرة للسنوار، مشيرة إلى أنه يوم الأربعاء السادس عشر من أكتوبر، في الساعة 10:00 تعرف مقاتل من الكتيبة 450 على شخصية مشبوهة في مبنى في حي تل السلطان. وفي الساعة 15:00 تعرف الجنود من حوامة عسكرية على 3 شخصيات تخرج وتحاول الانتقال من منزل إلى آخر. اثنان منهم كانا مغطيين بالبطانيات تقدما أمام الثالث لفتح المنطقة له. أطلق الجنود النار عليهم فأصابوهم وقد بدأوا في التفرق. دخل اثنان إلى مبنى واحد، ودخل الثالث، السنوار، إلى مبنى آخر.. عندها تمت الاستعانة بدبابة لقصف المبنى.

يحيى السنوار..  ووفق الروايات التي قدمتها "معاريف" و"هآرتس" وغيرها من الصحف العبرية، فقد كان السنوار وحده في المبنى. وصعد إلى الطابق الثاني، حيث أطلق جنود الجيش الإسرائيلي قذيفة وألقوا قنبلتين يدويتين عليه وشغلوا طائرات بدون طيار.

يحيى السنوار ..  وأظهرت المسيرة شخصا ويده مصابة بشكل بليغ ووجهه مغطى. إنه شخص ملثم يجلس على أريكة  في الغرفة، أدرك الملثم أن الطائرة بدون طيار كانت تقترب منه، فأخذ قطعة من الخشب وألقاها في اتجاه المسيرة بغية إسقاطها، حينها أطلق الجنود قذيفة هناك.

يحيى السنوار ..  وفي فجر يوم الخميس 17 أكتوبر  دخل الجنود الغرفة ورأوا وجه الجثة، فتبين أنها لزعيم حركة حماس يحيى  السنوار.