الذهب يتجاوز 4 آلاف دولار.. هل دخلت الأسواق مرحلة «الفقاعة الذهبية»؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة تعكس تصاعد الطلب العالمي على الملاذات الآمنة، تجاوزت أسعار العقود الآجلة للذهب حاجز 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ، وسط بيئة اقتصادية وجيوسياسية شديدة الاضطراب، تدفع المستثمرين نحو الأصول التي تحافظ على قيمتها في أوقات الأزمات.

صعود قياسي مدفوع بمزيج من العوامل

شهد المعدن الأصفر ارتفاعًا لافتًا منذ بداية عام 2025، حيث ارتفعت أسعاره بنسبة تجاوزت 50% خلال أقل من عشرة أشهر، بعد تحقيق مكاسب بلغت نحو 27% خلال عام 2024. ويأتي هذا الارتفاع في ظل زيادة شراء الذهب من قبل البنوك المركزية، إلى جانب تدفقات قوية نحو صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs)، وانخفاض في قيمة الدولار الأمريكي.

وتم تداول الذهب الفوري عند مستوى 3960 دولارًا للأونصة في منتصف تعاملات يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، بعدما سجّل مستوى مرتفعًا غير مسبوق بلغ 3977.19 دولارًا في وقت سابق من نفس اليوم، ما دفع العديد من المؤسسات المالية إلى رفع سقف توقعاتها للسعر خلال الفترات المقبلة.

بنوك مركزية وصناديق استثمار تقود الطلب

من أبرز العوامل التي تدعم هذا الارتفاع، هو الاتجاه المتزايد للبنوك المركزية في العديد من الدول إلى تعزيز احتياطياتها من الذهب كوسيلة للتحوط من تقلبات أسعار العملات والتضخم، إلى جانب تراجع الثقة في بعض الأدوات المالية التقليدية.

كما شهدت صناديق المؤشرات في الأسواق الغربية تدفقات غير مسبوقة من الاستثمارات، في وقت يواصل فيه المستثمرون الأفراد تحويل جزء من مدخراتهم إلى الذهب، خاصة في ظل التوترات التجارية بين القوى الكبرى، واستمرار الحروب الإقليمية.

توقعات صعودية حتى نهاية 2026

أعلنت مؤسسة جولدمان ساكس عن رفع توقعاتها لسعر الذهب في ديسمبر 2026 إلى 4900 دولار للأونصة، بعدما كانت تقديراتها السابقة تشير إلى 4300 دولار. وأوضحت المؤسسة في تقرير حديث أن المخاطر الجيوسياسية المستمرة، إلى جانب زيادة الطلب من القطاع الخاص، تدفع التوقعات نحو مزيد من الارتفاع، خاصة وأن سوق الذهب "صغيرة نسبيًا" مقارنة بحجم الأموال الباحثة عن ملاذ آمن.

وأضاف التقرير: "قد تتجاوز حيازات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب المستويات التي تشير إليها معدلات الفائدة، ما يعزز الزخم الصعودي في الأسواق العالمية".

الذهب في زمن الأزمات

لطالما كان الذهب الخيار الأول للمستثمرين في أوقات الأزمات، ويبدو أن عام 2025 يمثل نموذجًا واضحًا لذلك، إذ أدى الاضطراب العالمي في سلاسل الإمداد، والحروب الإقليمية، وارتفاع تكلفة الطاقة، إلى دفع الأسواق نحو البحث عن ملاذات تحفظ القيمة.

وبينما تستمر الأزمات الدولية في الضغط على الأسواق التقليدية، يبقى الذهب في الصدارة، ليس فقط كملاذ آمن، بل كأصل يحقق عوائد قوية، وتوقعات مستقبلية واعدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق