شهدت هوليوود هذا الأسبوع واحدة من أكثر المفاجآت غير المتوقعة في شباك التذاكر، بعدما فشل فيلم النجم العالمي دواين جونسون الجديد The Smashing Manchin في تحقيق النتائج المرجوة، رغم الترقب الكبير الذي رافق عرضه، سواء من جمهور النجم أو من النقاد الذين اعتبروا العمل خطوة جريئة في مسيرته الفنية.
فيلم دواين جونسون الجديد
الفيلم الذي أخرجه بيني سافدي وأنتجته شركة A24 ويرصد تفاصيله موقع تحيا مصر يُعد تجربة مختلفة تمامًا عن الصورة النمطية التي اعتاد الجمهور رؤية جونسون بها، إذ يجسّد فيه شخصية "مارك كير"، أحد أبرز مصارعي الفنون القتالية في التسعينيات، في عمل درامي يعتمد على الأداء النفسي والعمق الإنساني أكثر من مشاهد الحركة التي اشتهر بها النجم الأمريكي، ورغم إشادات النقاد بأداء جونسون، إلا أن أرقام شباك التذاكر جاءت صادمة، حيث لم يتجاوز الفيلم ستة ملايين دولار في أسبوعه الافتتاحي داخل الولايات المتحدة، مقارنة بميزانية إنتاج بلغت نحو خمسين مليون دولار، ما يجعله واحدًا من أسوأ انطلاقات جونسون في مسيرته السينمائية.

تراجع إيرادات فيلم دواين جونسون الجديد
ويرى محللون في هوليوود أن تراجع الإيرادات يعود لعدة أسباب، أبرزها ضعف الحملة التسويقية التي لم تنجح في توضيح هوية الفيلم الحقيقية، إذ اعتقد جمهور جونسون أنه سيشاهد فيلم أكشن على طريقته المعتادة، بينما جاء العمل بطابع درامي ثقيل وموجّه أكثر إلى المهرجانات السينمائية، كما جاء توقيت طرح الفيلم في ظل منافسة قوية من أعمال ضخمة جماهيرية، ما جعل فرصه محدودة في اجتذاب الجمهور العام.
من ناحية أخرى، حظي الفيلم باستقبال إيجابي في عدد من المهرجانات الدولية، وحصل جونسون على إشادات معتبرة عن أدائه المختلف، حيث وصفه بعض النقاد بأنه "الأداء الأكثر نضجًا وإنسانية في مسيرته"، إلا أن هذا النجاح النقدي لم يتحول إلى ربح تجاري، ليجد النجم نفسه في مواجهة واقع جديد، يضع علامة استفهام حول مدى قدرة نجوم الأكشن التقليديين على الانتقال إلى السينما الفنية دون خسائر كبيرة.
تعليق دواين جونسون على فشل فيلمه
وفي أول تعليق له بعد هذه النتائج، عبّر دواين جونسون عن فخره بالتجربة، مؤكدًا أن الفيلم يمثّل له "رحلة اكتشاف جديدة كممثل وإنسان"، مضيفًا أنه "ليس كل فشل تجاري يعني فشلًا فنيًا"، واعتبر أن ما قدمه في هذا العمل خطوة مهمة في مسيرته، رغم أن الأرقام لم تكن في صالحه.
أما داخل أروقة صناعة السينما، فقد اعتُبرت نتائج الفيلم جرس إنذار لشركات الإنتاج حول أهمية المواءمة بين صورة النجم التسويقية وطبيعة المشروع الفني، فالتجربة أظهرت أن شهرة جونسون، رغم قوتها، ليست كافية دائمًا لضمان النجاح الجماهيري، خصوصًا عندما يغيب التواصل الواضح مع الجمهور المستهدف.
خسائر فيلم دواين جونسون أمام شباك التذاكر
ومع أن الفيلم تكبّد خسائر كبيرة في شباك التذاكر الأمريكي، إلا أن هناك آمالًا في أن يستعيد جزءًا من تكلفته من خلال العروض الدولية والمنصات الرقمية خلال الأسابيع المقبلة، خاصة أن أعمال A24 غالبًا ما تحقق انتشارًا أوسع بعد خروجها من صالات العرض.
وهكذا، تتحول أزمة The Smashing Machine إلى درس مزدوج لهوليوود ولجونسون نفسه: فحتى أقوى نجوم العالم لا يملكون ضمانًا مطلقًا للنجاح، وأن الرغبة في التغيير الفني، رغم أهميتها، تحتاج إلى رؤية تسويقية واضحة لا تقل عمقًا عن الرؤية الإبداعية.
0 تعليق