ارتفع الطلب على الكهرباء عالميًا بنسبة 2.6% في النصف الأول من عام 2025، على أساس سنوي، ليسجل زيادة مقدارها 369 تيراواط/ساعة، وسط نمو كبير للطاقة المتجددة.
وكشف تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة- عن نمو الطاقة الشمسية والرياح بمعدل أسرع من نمو الطلب بين شهرَي يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران بنسبة 109%، لتتفوّق مصادر الطاقة المتجددة على حصة الفحم في مزيج الكهرباء العالمي.
وخلال هذه المدة، ارتفع إنتاج الكهرباء المتجددة بمقدار 363 تيراواط/ساعة، ليصل إلى 5 آلاف و72 تيراواط/ساعة، متجاوزًا الفحم الذي تراجع إلى 4 آلاف و896 تيراواط/ساعة، لتصبح حصة الطاقة المتجددة 34.3% مقابل 33.1% للفحم.
جدير بالذكر أن حضور الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء العالمي يرتفع خلال تباطؤ النمو الاقتصادي، لا سيما أن الشمس والرياح لا تتأثران بالوضع الاقتصادي.
ومع النمو الاقتصادي الضعيف، يتباطأ نمو الطلب على الكهرباء، ما يدفع مديري محطات الكهرباء إلى تقليص تشغيل المحطات العاملة بالفحم والغاز، ومن ثم فإن ارتفاع حصة الطاقة المتجددة لا يعكس بالضرورة زيادة في قدراتها الإنتاجية، بل هو نتيجة لانخفاض قسري للفحم والغاز.
الطلب على الكهرباء في النصف الأول
أظهر التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر"، أن الطاقة الشمسية غطت وحدها 83% من الزيادة في الطلب على الكهرباء عالميًا خلال النصف الأول من العام الجاري.
وخلال هذه المدة، حقّقت الطاقة الشمسية نموًا قياسيًا بلغ 306 تيراواط/ساعة، بزيادة قدرها 31%، لترفع حصتها في مزيج الكهرباء العالمي من 6.9% إلى 8.8%.
بينما أضافت طاقة الرياح 97 تيراواط/ساعة، ويمثّل ذلك ارتفاعًا بنسبة 7.7%، وسجلت الطاقة النووية زيادة بمقدار 33 تيراواط/ساعة.
في الوقت نفسه، تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية بمقدار 42 تيراواط/ساعة، وإنتاج الطاقة الحيوية بمقدار 2.7 تيراواط/ساعة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، تراجع إجمالي إنتاج الكهرباء بالوقود الأحفوري بمقدار 27 تيراواط/ساعة، أي بنسبة 0.3%، بعد انخفاض الإنتاج بالفحم بنحو 31 تيراواط/ساعة (0.6%) والغاز بـ6.3 تيراواط/ساعة (0.2%).
ورغم ارتفاع الطلب على الكهرباء عالميًا، فإن الانبعاثات الكربونية من قطاع الكهرباء بقيت شبه مستقرة، إذ شهدت انخفاضًا بمقدار 12 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، في ظل تنامي الطاقة المتجددة في الصين والهند، لتصل إلى 6.96 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون.
ويوضح الرسم الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول حسب سعة توليد الكهرباء بالنفط والغاز في العالم:
4 اقتصادات تشكّل ثلثي الطلب على الكهرباء
أوضح التقرير أن 4 اقتصادات -الصين والهند والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة- شكّلت 63% من الطلب على الكهرباء، و64% انبعاثات الكربون من قطاع الكهرباء في النصف الأول من 2025.
ففي الصين، ارتفع الطلب بمقدار 198 تيراواط/ساعة، مع تجاوز الطاقة المتجددة هذا النمو، حيث قفز إنتاج الطاقة الشمسية بمقدار 168 تيراواط/ساعة، أما طاقة الرياح فزادت بمقدار 79 تيراواط/ساعة.
من جهة أخرى، هبط توليد الكهرباء بالفحم بنسبة 2%، ما يعادل 56 تيراواط/ساعة، لتتراجع حصته من 59% إلى 56%. كما انخفض التوليد بالغاز بنسبة 2%، بمقدار 2.7 تيراواط/ساعة.
أما في الولايات المتحدة فقد نمت الطاقة الشمسية والرياح بوتيرة أبطأ من نمو الطلب على الكهرباء؛ إذ لبّت 65% من الزيادة، ما اضطر البلاد إلى زيادة الاعتماد على التوليد بالوقود الأحفوري.
ونتيجة نمو الطلب بمقدار 76 تيراواط/ساعة، ارتفع توليد الكهرباء بالفحم بنسبة 17%، فيما تراجعت حصة الغاز إلى 37.9% نتيجة ارتفاع الأسعار، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الطلب على الكهرباء في الهند بنسبة 1.3%؛ إذ قفز توليد الطاقة الشمسية بنسبة 25% والرياح بـ29%، في أداء قياسي أدى إلى خفض التوليد بالفحم بنسبة 3.1% والغاز بـ34%.

أما الاتحاد الأوروبي فقد ارتفع الطلب على الكهرباء بمقدار 9 تيراواط/ساعة، مع زيادة إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة 24%، غير أن إنتاج الرياح تراجع بنسبة 8.5%، وأدى الجفاف إلى انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية بنسبة 17%.
ونتيجة لذلك، زاد اعتماد الكتلة على الغاز في توليد الكهرباء بنسبة 14%، والفحم بنحو 1.1%.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق