في محكمة الأسرة، كان طارق جالس في المكان المخصص له، نظره ضايع وحزين عينيه مليانة ألم، وبعد ما نطق القاضي اسمه، بدأ يحكي قصته مع زوجته السابقة.
زواج استمر 3 أشهر
طارق، عمره 40 سنة، متزوج من 3 سنين، لكنه على مدار الثلاث شهور دي عاش تجربة مريرة كانت بالنسبة ليه زي الكابوس، بكى وهو بيقول: "أنا اتجوزت لمدة 3 شهور... هل ده كان اختبار؟ ولا جواز؟ ولا شغل؟ ما فيش حد فاهم، أنا اتضحك علي، مش قادر أفهم حاجة".
من أول لحظة، طارق قرر يسافر للخارج علشان يحقق حلمه في الزواج، في الرياض قضى 10 سنين شغل، جمع فيهم فلوس كتير علشان يقدر يكوّن بيت ويبدأ حياة جديدة، وقال طارق لـ تحيا مصر: "سافرت وأنا في العشرينات، اشتغلت ليل ونهار، كنت بشتغل علشان اليوم اللي رجع فيه مصر وأتجوز، وأكون قد المسؤولية. وبعد عشر سنين، خلاص، رجعت عشان أتجوز".
لكن مش كل شيء كان زي ما أتصور، وأول ما رجع مصر، قابل زوجته، بدأوا الحياة سويا، والحلم اللي حلم بيه طارق تحول لكابوس.
الزوجة اختفت
ويضيف طارق: "ابنتي مليكة كانت لسه مولودة لما انفصلنا، وأنا عمري ما شفتها، ولا أعرف شكلها ولا شوفت ملامحها، وكل ده بسبب المشاكل اللي حصلت بعد 3 شهور من الزواج"، هكذا بدأ طارق يحكي القصة. لم يمر وقت طويل حتى اكتشف أنه كان ضحية خدعة. زوجته اختفت من حياته، وسرقت كل ما في البيت، وحتى طارق نفسه مكنش عنده فكرة عن مكانها.
وتابع: "كل فلوسي راحت على المحاكم، وسابتني مع ذكرياتي المريرة. مفيش حاجة بقت تهمني زي رؤية بنتي. حاولت أطلب رؤية مليكة أكتر من مرة، بس كل مرة كان بيتم رفضي، وكأنهم بيبعدوا عني أكتر".
طارق لخص كل مشاعره في جملة واحدة: "مش فارق معايا الفلوس ولا الوقت اللي راح، كل اللي نفسي فيه إني أشوف بنتي، أكلمها، وأعيش معاها عيد ميلادها. نفسي أكون زي أي أب يشوف أولاده".
وفي محكمة الأسرة، طارق قال إنه مش عايز حاجة غير إنه يشوف مليكة ويكلمها زي أي أب طبيعي. هو مش طالب حاجة تانية، حتى لو العمر فات، بس حلمه الوحيد إن بنته يشوفها وتتعرف عليه.
كانت عيونه مليانة أمل، وأيديه متشابكة، وهو بيحكي عن ألمه، ولكن رغم كل شيء، كان لسه عنده أمل صغير في اليوم اللي هيشوف فيه بنته.
0 تعليق