بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني صباح اليوم مراسم تدشين مذبح وأيقونات كنيسة الشهيد مار جرجس بأسيوط، وذلك بعد عملية هدمها وإعادة بنائها بشكل موسع. بهذا التدشين، ارتفع عدد الكنائس التي تم تدشينها خلال جولته الرعوية في أسيوط إلى سبع كنائس.
البابا تواضروس الثاني يدشن كنيسة مار جرجس
عند وصوله إلى الكنيسة، كشف قداسة البابا عن اللوحة التذكارية التي توثق عملية التدشين، واستقبله طفل وطفلة بباقات من الورود. ووسط مشاعر الفرح والتفاعل الشعبي، دخل الكنيسة على رأس خورس الشمامسة الذين قدموا الألحان في أجواء احتفالية.
شارك 18 من الآباء المطارنة والأساقفة في صلوات التدشين والقداس الذي أعقبها. وخلال كلمته عقب انتهاء طقس التدشين، تناول قداسة البابا المعاني الروحية العميقة لهذا العمل، مشيراً إلى أن عملية التدشين تجعل المذبح مقدساً ومخصصاً للصلوات. كما أكد على أن الهدف الأساسي من الطقوس والصلوات هو الوصول إلى حالة من الفرح الروحي، والذي يتجلى في طلب الرحمة واستجابة التوبة.
الأنبا يوأنس عن سعادته بزيارة البابا تواضروس الثاني
بعد ذلك، عبّر الأنبا يوأنس عن سعادته بزيارة قداسة البابا لشعب أسيوط، مؤكدًا أن هذه الزيارة تحمل تأثيرًا روحيًا عميقًا، وليست مجرد احتفال. كما أشار إلى تصريح اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط بأن زيارة البابا وضعت اسم المحافظة على خارطة العالم.
وفي ختام حديثه، وجه الشكر البابا تواضروس الثاني لكل من شارك في تأسيس الكنيسة ودعم جهود إعادة بنائها، مشيدًا أيضًا بدور القيادات المحلية في إنجاح هذه العملية. ثم قرأ وثيقة تدشين الكنيسة التي وقع عليها قداسة البابا والآباء المشاركون والكهنة.
في عظته خلال القداس أشار قداسه البابا تواضروس الثاني إلى مكانة الكنيسة التي أسسها الأنبا ميخائيل مطران أسيوط السابق، مستذكراً الدور الكبير لهذه الكنيسة وشعبها في التمتع بنعمة الله، وتأمل في الآية “اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً” (يو 16: 24).
وأوضح قداسه البابا تواضروس الثاني أهمية الصلاة كونها الخطوة الأولى في أي عمل روحي، حيث تُعتبر النعمة التي تربط الإنسان بالله وتفتح قنوات التواصل المستمر معه. كما شدد على قيمة الصلاة النابعة من إيمان القلب ومن الأعماق، مستشهداً بصلوات حنة أم صموئيل التي كانت تطلب بحرارة ودموع، ليستجيب الله لها ويمنحها صموئيل النبي.
وأكد أن طلب الإنسان بإيمان يصل إلى الله مباشرةً ويحرك قلبه. مشيراً إلى ما ورد في الكتاب المقدس “ادعني في يوم الضيق أنقذك فتمجدني” (مزمور 50: 15)، لافتاً إلى أن حتى نبضات القلب تعد صلاةً وقوة القلب كمذبح يصعد عليه الطِلبات والصلوات.
0 تعليق