يتقدَّم فضيلة الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بخالص التَّهنئة إلى الشعب المصري العظيم، وإلى جيش مصر الباسل قيادةً وضباطًا وجنودًا؛ بمناسبة ذكرى انتصار السادس من أكتوبر المجيد، الذي أعاد لمصر شرفها وهيبتها العسكرية، وللأمة العربية عزتها وكرامتَها، وسيبقى يوم السادس من أكتوبر عام 1973م ـ العاشر من رمضان عام 1393هـ علامةً فارقةً في التاريخ، وأعظم انتصارات العسكرية المصرية في العصر الحديث، وبداية انكسار العسكرية الإسرائيلية، وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
أكد الدكتور صفوت عمارة، أنّ حرب أكتوبر أصبحت درسًا يدرس في جميع الكليات والمعاهد العسكرية، حيث جاءت نتائجها عكس كل التوقعات الاستراتيجية التي كانت تُرجّح التفوق الإسرائيلي، ونظرًا لصعوبة عبور الجيش المصري عدة موانع؛ كالمانع المائي الطبيعي قناة السويس، والمانع الصناعي خط بارليف، الذي شاركت فيه أيدي وخبرات أجنبية لعمل الساتر الترابي في شرق القناة لحماية جيش إسرائيل، فضلاً عن القدرة والسيطرة على خطوط أنابيب النابلم في أسفل القناة مما أصاب البعض باليأس حينها، ولكن الجندي المصري، خير أجناد الأرض أبي كل ذلك؛ فجاءت فكرة هدم الساتر الترابي باستخدام المضخات المائية، وسيطرة مجموعات من الصاعقة المصرية والضفادع البشرية على أنابيب النابالم قبل بدء الهجوم، ومهاجمة نقاط خط بارليف الحصينة، وتمكن الجيش من الانتصار على كل هذه الموانع وحقق النصر بتوفيق اللَّه تعالى.
وقال الدكتور صفوت عمارة، إنّ القيادة استعانت بشيوخ الأزهر -أثناء استعدادها للحرب- لإلقاء الخطب الحماسية للجنود، وحثهم على الجهاد فى سبيل اللَّه؛ فكان لهم دور بارز فى تحقيق نصر العاشر من رمضان، منوهًا أنه كان من بينهم الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر، والشيخ محمد متولى الشعراوي، لتعبئة ورفع الروح المعنوية للجنود، وانطلقت كتائب الدعاة بين الجنود لتخبرهم أن النصر لا يكون بقوة السلاح فقط، وإنما يكون بقوة الإيمان، وبالتوكل على اللَّهِ؛ فهو الخالقُ للأسباب والمسببات، قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران:126]، ولقد كانت صيحات «اللَّه أكبر» التي انطلقت من أفواه الجنود هي المُحفز للقوات على العبور والنصر.
وأوضح الدكتور صفوت عمارة، إلى أنّ الدعاة أفتوا للجنود برخصة الإفطار لحاجة الحرب إلى قوة بدنية عالية، بالإضافة إلى حرارة الجو لتكون عونا لهم فى الانتصار على العدو الصهيونى، إلا أنهم رفضوا الإفطار وقالوا: «لا نريد أن نفطر إلا فى الجنة»، مُشيرًا إلى ما ذكره الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، في مذكراته عن حرب أكتوبر، عن قصة اختيار «اللَّه أكبر»: "ولمعت في ذهني فكرة بعثها اللَّه لتوها.. لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات صوت على طول الجبهة، وننادي فيها: اللَّه أكبر.. وكانت هذه أقصر خطبة وأقواها".
0 تعليق