هبوط الذهب.. تصحيح سعري أم بداية انعكاس؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

03:17 م - الأحد 26 أكتوبر 2025

0

شهدت أسعار الذهب العالمية خلال الفترة الأخيرة تراجعًا حادًا تجاوز 7.5% خلال جلستين متتاليتين، بما يعادل نحو 330 دولارًا للأونصة، وهو أكبر انخفاض يومي منذ عام 2013. أدى هذا الهبوط إلى إثارة تساؤلات حول ما إذا كان يمثل بداية انعكاس في الاتجاه الصاعد للذهب أم أنه مجرد تصحيح سعري ضمن مسار طويل الأجل مستمر منذ سنوات.

الزراعي سبتمبر

أولًا: أسباب الهبوط الأخير للذهب

جاء التراجع نتيجة مجموعة من العوامل الاقتصادية المرتبطة بحركة الأسواق الدولية، من أبرزها:

  • انخفاض الطلب الفعلي عقب انتهاء موسم الأعياد في الهند، وهي أحد أكبر الدول المستهلكة للذهب.
  • عمليات مكثفة لجني الأرباح بعد صعود قوي خلال العام.
  • مؤشرات إيجابية في ملف العلاقات التجارية الدولية انعكست بدعم للدولار، ما خفّض الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

ثانيًا: موقع الهبوط ضمن الاتجاه العام للأسعار

شهد الذهب خلال العام ارتفاعات ملحوظة دفعته إلى مستويات تاريخية، لذلك يُنظر إلى الهبوط الحالي باعتباره مرحلة تهدف إلى إعادة التوازن السعري مع بقاء الاتجاه طويل الأجل قائمًا. التوقعات العالمية أغلبها تميل إلى استمرار الذهب في لعب دوره كأصل تحوطي في ظل الظروف الاقتصادية والجيوسياسية غير المستقرة.

تشير التقديرات الفنية إلى إمكانية أن تمتد الحركة التصحيحية إلى مستويات قرب 3700–3800 دولار للأونصة، يليها استعادة المسار الصاعد إذا ظلت دوافع الطلب الاستثماري قوية.

ثالثًا: تحركات المستثمرين وقرارات الشراء

الهبوط الحالي خلق فرصة أمام فئات جديدة من المستثمرين للشراء عند مستويات أقل. يتم توصية المستثمرين بالاعتماد على استراتيجية الشراء المتدرج وتجنب توظيف كامل رؤوس الأموال عند مستوى سعري واحد، إلى جانب التركيز على الذهب الاستثمارى مثل السبائك والأونصات نظرًا لارتفاع المصنعية في المشغولات الذهبية.

رابعًا: تأثير الابتكار الصناعي على سوق الذهب

برزت الصين خلال الفترة الأخيرة بإنتاج ما يعرف بالذهب الصناعي الصلب بنسبة نقاء 99.9%. يمتاز هذا المنتج بصلابة أعلى مقارنة بالذهب التقليدي، إضافة إلى خفة الوزن وسهولة التشكيل وانخفاض التكلفة. يشكل هذا النوع نسبة كبيرة ومتزايدة من سوق المشغولات داخل الصين، مع توقعات بانتشاره في الأسواق العالمية تدريجيًا.

هذا التطور قد يعيد تشكيل سوق الذهب عالميًا من خلال خلق تمايز واضح بين الذهب المخصص للاستثمار والذهب المخصص للاستخدام الصناعي والزينة.

خامسًا: ما الذي ينتظر السوق عالميًا؟

مرجّح أن يظل الذهب أصلًا استثماريًا مهمًا في مواجهة التضخم والتقلبات الاقتصادية. وفي المقابل من المتوقع توسع استخدام الذهب الصناعي لما يتيحه من خصائص عملية وتكلفة أقل، الأمر الذي يقود إلى تحول هيكلي في سوق الذهب يعكس تنوع طلب المستهلكين. 

يُعد التراجع الأخير في أسعار الذهب جزءًا من دورة تصحيح سعري طبيعية بعد فترة صعود قوية، وليس دليلًا على انتهاء الاتجاه الصاعد طويل الأجل. تزامن ذلك مع ظهور منتجات ذهبية صناعية جديدة قد تغيّر شكل سوق المشغولات، دون أن تمس الدور التقليدي للذهب الاستثماري كملاذ آمن. ما تشهده الأسواق يمثل مرحلة انتقالية بين الحفاظ على القيمة وتعظيم الاستخدام، وهو ما يجعل مستقبل الذهب مرتبطًا بتوازن جديد بين الاستثمار والتكنولوجيا والصناعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق