أكبر صفقات الطاقة في موريتانيا.. شحنة الغاز المسال بالصدارة (مسح) - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت أكبر صفقات الطاقة في موريتانيا طفرة نوعية خلال عام 2025، مع تزايد وتيرة الاتفاقيات الدولية ومذكرات التفاهم الهادفة إلى تطوير البنية التحتية، ودعم قطاعي الكهرباء والطاقة المتجددة، إذ تنوعت الصفقات بين الربط الكهربائي وتمويل محطات هجينة ومشروعات للهيدروجين الأخضر.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع الطاقة الموريتاني، فإن البلاد عززت مكانتها الإقليمية عبر توقيع عدد من الاتفاقيات الكبرى، شملت التعاون مع المغرب وفرنسا وشركات عالمية متخصصة في إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء، ما يجعل عام 2025 نقطة تحول في تاريخ الطاقة الوطنية.

وتبرز أهمية هذه الصفقات في كونها تفتح آفاقًا واسعة أمام الاستثمار الأجنبي في قطاع الطاقة، وتدعم توجهات موريتانيا نحو التحول الطاقي، اعتمادًا على مواردها الطبيعية الهائلة من الشمس والرياح، فضلًا عن احتياطاتها من الغاز الطبيعي في مشروع تورتو أحميم الكبير.

وتسهم أكبر صفقات الطاقة في موريتانيا في دعم خطط الحكومة لزيادة الإنتاج المحلي وتوسيع شبكة الكهرباء الوطنية، بما يضمن توفير الطاقة بأسعار تنافسية، وتحقيق التوازن بين أمن الإمدادات والاستدامة البيئية، تماشيًا مع رؤية قيادة الدولة للتحول الأخضر.

وفي هذا السياق، أجرت منصة الطاقة مسحًا دقيقًا لأهم صفقات الطاقة في موريتانيا وأكبرها خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2025، التي تمتدّ بين أول يناير/كانون الثاني 2025 وآخر سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

الربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا – يناير 2025

بدأ العام بتوقيع موريتانيا والمغرب مذكرة تفاهم لتطوير الربط الكهربائي المشترك، في خطوة ترسِّخ التعاون الثنائي في مجالات الكهرباء والطاقات المتجددة، وتهدف الاتفاقية إلى بناء شبكة متكاملة لتبادل الطاقة بين البلدين، وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.

وشكّل الاتفاق -الذي وُقّع بحضور وزيرَي الطاقة في الرباط- محطة مهمة ضمن أكبر صفقات الطاقة في موريتانيا، إذ يفتح المجال أمام تنفيذ مشروعات لتزويد القرى بالكهرباء وتطوير أنظمة الطاقة النظيفة.

الربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا
جانب من توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين - الصورة من وزارة الطاقة الموريتانية (23 يناير 2025)

بالإضافة إلى ذلك، أسهم هذا الاتفاق في توحيد المعايير الكهربائية وتحسين كفاءة الشبكات الوطنية، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لمستجدات قطاع الطاقة في كل من موريتانيا والمغرب.

ويتضمن التعاون تبادل الخبرات بين المؤسسات الموريتانية والمغربية، وتدريب الكوادر الفنية، إلى جانب إطلاق برامج مشتركة في إدارة الشبكات الكهربائية والسلامة، بما يرسِّخ نموذجًا ناجحًا للتكامل المغاربي في قطاع الطاقة.

الهيدروجين الأخضر في موريتانيا – فبراير 2025

يمثّل توقيع اتفاقية تطوير مشروع "ميغاتون مون" مع شركة غرين غو إنرجي نقطة انطلاق جديدة نحو استغلال الإمكانات المتجددة الهائلة للبلاد، إذ تعدّ هذه الاتفاقية أول حضور للشركة في القارة الأفريقية ضمن أكبر صفقات الطاقة في موريتانيا خلال العام.

ويشمل المشروع إنشاء بنية تحتية بطاقة 6 غيغاواط من التحليل الكهربائي، و6.8 غيغاواط من طاقة الرياح، و6.3 غيغاواط من الطاقة الشمسية، بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع، هي خطوة إستراتيجية نحو تحقيق حياد كربوني طويل الأمد.

ومن المقرر أن يُنفَّذ المشروع على مراحل تمتد بين 2029 و2033، مع إجراء دراسات فنية وجيولوجية دقيقة لضمان الكفاءة والاستدامة. كما يُنتظر أن يجعل هذا المشروع موريتانيا من أكبر منتجي الهيدروجين في أفريقيا والعالم العربي.

أول شحنة غاز مسال موريتانية – فبراير 2025

دخلت موريتانيا رسميًا سوق الغاز المسال عبر تحميل أول شحنة من مشروع "تورتو أحميم الكبير" البحري المشترك مع السنغال، إذ تعدّ هذه الخطوة من أبرز الإنجازات في تاريخ البلاد، ورسّخت حضورها بصفتها مصدرًا جديدًا للغاز الطبيعي المسال في غرب أفريقيا.

وتنتمي هذه الخطوة إلى أكبر صفقات الطاقة في موريتانيا، إذ بلغت أول شحنة نحو 0.076 مليون طن، وحُمّلت من محطة عائمة مجهزة للإنتاج والتخزين والتفريغ. وتُمثِّل هذه التجربة بداية مرحلة جديدة للاقتصاد الموريتاني القائم على الغاز.

ومن المتوقع أن يتزايد حجم الصادرات تدريجيًا خلال السنوات المقبلة، مع استكمال البنية التحتية وتوسيع الطاقة الإنتاجية، ما يسهم في تحقيق عائدات مالية مهمة تدعم ميزانية الدولة وتدفع عجلة التنمية الاقتصادية.

مشروع تورتو أحميم الكبير
مشروع تورتو أحميم الكبير- الصورة من موقع شركة بي بي

تمويل فرنسي لقطاع الكهرباء – مارس 2025

حصلت موريتانيا على تمويل فرنسي بقيمة 69 مليون دولار لتطوير قطاع الكهرباء، ضمن برنامج شامل لتحسين كفاءة الشبكة الوطنية، لتأتي هذه الاتفاقية في إطار أكبر صفقات الطاقة في موريتانيا خلال 2025، بهدف تعزيز الربط الكهربائي الداخلي بين المدن.

ويشمل التمويل إنشاء خط جهد عالٍ بين "الغايرة" و"كيفة"، ومحطة كهرباء بقدرة 50 ميغاواط في "كيفة"، بالإضافة إلى محطة فرعية في نواكشوط، ما يوفر الكهرباء لنحو 100 ألف مشترك جديد ويعزز استقرار الإمدادات.

وتبرز أهمية هذه الصفقة في دعم النمو الاقتصادي، وتوسيع نطاق الكهرباء الريفية، بما ينسجم مع أهداف الحكومة لتأمين تغطية كهربائية شاملة، وتقليل الفجوة بين المدن والقرى، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

صفقتان لإنتاج الأمونيا الخضراء – سبتمبر 2025

في سبتمبر/أيلول 2025، وقّعت وزارة الطاقة والنفط صفقتين جديدتين مع شركتي "يو إي جي غرين هيدروجين" و"هينفرا" البولندية لتطوير مشروعات إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء، لتمثّل هذه الاتفاقيات محورًا رئيسًا في أكبر صفقات الطاقة في موريتانيا.

وتهدف الصفقات إلى إنتاج ما يقارب 12 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بأسعار تنافسية، مع التركيز على استغلال الموقع الجغرافي المتميز للبلاد بالقرب من أوروبا، كما تشمل الخطة تطوير وحدات إنتاج في شمال البلاد ووسطها.

وتعكس هذه الاتفاقيات طموح نواكشوط للريادة في سوق الطاقة النظيفة، خاصة مع تبنّيها "مدونة الهيدروجين الأخضر" التي تنظّم مراحل التنفيذ والالتزامات المتبادلة بين الدولة والشركات.

تطوير محطة كهرباء هجينة – سبتمبر 2025

شهدت موريتانيا توقيع عقدين مع القطاع الخاص لتطوير أول محطة كهرباء هجينة تعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين بالبطاريات، بتمويل يناهز 300 مليون دولار. وتُعدّ هذه الخطوة إنجازًا بارزًا ضمن أكبر صفقات الطاقة في موريتانيا.

وستتولى شركة "إيوا غرين إنرجي" تنفيذ المشروع بالشراكة مع شركة "صوملك" الحكومية، بينما يركّز العقد على نقل الخبرات وتوطين التكنولوجيا، إلى جانب توفير فرص عمل وتدريب للمواطنين في مجالات الصيانة والتشغيل.

جانب من توقيع الاتفاقيتين
جانب من توقيع الاتفاقيتين- الصورة من وزارة الطاقة الموريتانية

ويمثّل المشروع نموذجًا جديدًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ يُمنح المستثمرون حق التشغيل لمدة 15 عامًا لاسترداد التكاليف وتحقيق أرباح، قبل تسليم المنشأة للدولة، ما يعزز استدامة قطاع الكهرباء الوطني.

نرشح لكم..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق