أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية تمر بمرحلة دقيقة وصعبة للغاية، في ظل غياب رؤية واضحة لمستقبل قطاع غزة بعد توقف آلة الحرب الإسرائيلية، مشيدًا بالدور الكبير الذي قامت به جمهورية مصر العربية في سبيل وقف العدوان وإعادة الهدوء إلى القطاع.
مصر... قلب الجهود الدبلوماسية لوقف النار
وقال الهباش، خلال لقائه في برنامج "السادسة مساء" على قناة "الحياة"، إن مصر بذلت جهداً خارقاً وغير مسبوق في مفاوضات وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن اجتماع شرم الشيخ الأخير كان محطة حاسمة أسهمت في إنهاء العمليات العسكرية وفتح الباب أمام جهود التعافي والإعمار.
وأوضح أن القاهرة لم تكتفِ بالوساطة بين الجانبين، بل عملت على تثبيت الهدنة ومتابعة تنفيذها ميدانياً، من خلال اتصالات مستمرة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، في تأكيد جديد على دورها المحوري في حفظ استقرار المنطقة والدفاع عن القضية الفلسطينية.
تحديات ما بعد الحرب
وأضاف مستشار الرئيس الفلسطيني أن توقف آلة العدوان لا يعني انتهاء المعاناة، فغزة ما تزال تواجه دماراً واسعاً في البنية التحتية والمنازل والمستشفيات، إلى جانب أوضاع إنسانية صعبة تطال آلاف الأسر النازحة.
وأشار إلى أن الأولوية الآن هي تعافي قطاع غزة وعودة الحياة الطبيعية، مؤكداً ضرورة انسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار، حتى يتمكن الفلسطينيون من إعادة بناء ما دمرته الحرب.
جهود عربية ودولية لضمان الاستقرار
ولفت الهباش إلى أن الدول العربية لا تزال تبذل جهوداً مكثفة بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية لضمان عدم عودة التصعيد، ولتفعيل رؤية السلام العادل التي تضمن الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وقال إن القيادة الفلسطينية تتابع عن كثب المباحثات الجارية لضمان استكمال المسار السياسي الذي يمنع تكرار الحروب ويعيد الأمل لشعب أنهكته الأزمات.
الدور المصري في تثبيت الهدنة
لعبت مصر دوراً محورياً في جميع اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة في غزة، وكان لها الدور الأبرز في وقف العدوان الأخير عبر اتصالات مكثفة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وبدعم من الأمم المتحدة وواشنطن.
وتؤكد القاهرة باستمرار على أن القضية الفلسطينية هي جوهر الأمن الإقليمي، وأن تحقيق السلام العادل يبدأ من إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
يأتي هذا التصريح ليؤكد مجدداً أن الوساطة المصرية لا تزال صمام أمان أمام تصاعد الأوضاع في غزة، وأن طريق السلام يبدأ من دعم الجهود العربية المشتركة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإعادة الأمل إلى أرض السلام.

















0 تعليق