كلمة البابا تواضروس ..في جلسة افتتاحية بارزة لمؤتمر مجلس الكنائس العالمي، دعا البابا تواضروس الثاني المشاركين إلى استكشاف أرض مصر، بلد الحضارات الممتدة عبر آلاف السنين، والتي لعبت دورًا محوريًا في احتضان الإيمان المسيحي منذ نشأته، حيث شهدت ولادة الرهبنة وتطور الفكر اللاهوتي والروحانية.
في افتتاح المؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي، الذي انطلق صباح اليوم بمركز لوجوس بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، شارك نحو 500 ممثل من 100 دولة، حيث رحب قداسة البابا تواضروس الثاني بالحضور، مؤكداً على أهمية هذا التجمع الذي يعكس روح التعاون بين الكنائس المسيحية حول العالم.

الإيمان المسيحي
خلال كلمته، دعا قداسة البابا تواضروس المشاركين للتعرف على مصر بتاريخها العريق الممتد عبر آلاف السنين، التي كانت مهد الإيمان المسيحي منذ بداياته، وشهدت ولادة الرهبنة وازدهار اللاهوت والروحانية. كما أشار إلى مكانة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي تحمل إيمانها القويم وتراثها الآبائي العميق، والذي حفظته عبر الأجيال بدماء الشهداء وبأمانة تتوارثها الأجيال.

الوحدة المسيحية الحقيقية
قداسة البابا شدد في حديثه على أن الوحدة المسيحية الحقيقية تقوم على الإيمان المشترك والشركة الكاملة في الأسرار الإلهية، مشيراً إلى أهمية الحوار اللاهوتي كأساس لتحقيق هذا الهدف النبيل. وتطرق إلى مجمع نيقية ودوره المميز في ترسيخ العقيدة المسيحية ووحدة الإيمان، مؤكداً أن النموذج الذي أسسه المجمع يبقى حجر الأساس للحوار الكنسي المسكوني الذي يجمع الكنائس تحت مظلة واحدة.
كما أضاف أن مؤتمر مجلس الكنائس العالمي يمثل فرصة للتأمل في التزام الكنيسة بحفظ الإيمان النيقاوي، وللتأكيد على دورها في عالم متعدد الثقافات والأفكار. وأشار إلى أن السعي نحو الوحدة بين الكنائس لن يكون سهلاً، لكنه ممكن من خلال الحوارات اللاهوتية البناءة.

أهمية التعرف على التراث الروحي
في ختام كلمته، شدد البابا على أهمية التعرف على التراث الروحي واللاهوتي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى مصر باعتبارها أرضاً للكرازة المرقسية وشاهدة حية للإيمان والمحبة. وأضاف أن مصر ما زالت تشكل جسراً يجمع الكنائس ومكاناً يبعث بالرجاء والوحدة أمام العالم المسيحي بأسره.















0 تعليق