في زمن تتسارع فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح ChatGPT أداة لا غنى عنها لملايين المستخدمين حول العالم، سواء في التعليم أو العمل أو حتى الترفيه.

إلا أن خلف هذا التطور المذهل تكمن مخاطر حقيقية تتعلق بالخصوصية الرقمية وحماية البيانات الشخصية، وهو ما يثير تساؤلات جادة حول مدى أمان استخدام هذه المنصات التي تجمع وتخزن كميات ضخمة من المعلومات يوميًا.

الجانب الخفي من استخدام ChatGPT

وفقًا لتقارير أمنية متخصصة، يتم تسجيل وتخزين نصوص المحادثات لفترات طويلة، وقد تُستخدم هذه البيانات لاحقًا لأغراض تطوير النماذج أو مشاركتها مع جهات خارجية ضمن سياسات الاستخدام.

وهنا تكمن الخطورة، إذ إن ما تكتبه في المحادثة قد لا يزول أبدًا من سجلات الشركة المطورة، مما يجعل الوعي بالأمان الرقمي ضرورة لا خيارًا.

ما الذي يجب تجنّب مشاركته مع الذكاء الاصطناعي؟

يحذر خبراء الخصوصية من إدخال أي معلومات تعريفية شخصية مثل الاسم الكامل أو رقم الهاتف أو العنوان أو بيانات أقاربك، لأنها قد تُستخدم لتتبع هويتك أو استنتاج معلومات أخرى عنك. 

كما يجب تجنّب مشاركة البيانات الصحية الحساسة كالأمراض أو الأدوية، وكذلك الوثائق المهنية أو الرسمية التي تحتوي على تفاصيل تخص شركتك أو عملاءك أو مؤسستك، حتى لو كان الهدف المراجعة أو التحسين فقط، لأن هذه الملفات قد تُخزن في خوادم خارجية يصعب التحكم فيها.

خطوات عملية لحماية بياناتك من التجسس

راجع محتواك قبل الإرسال: تحقق بدقة من خلو النص من أي معلومات شخصية أو سرية قبل الضغط على “إرسال”.

أوقف سجل المحادثات: من خلال إعدادات ChatGPT يمكنك تعطيل خاصية “History”، ليتم حذف المحادثات تلقائيًا بعد 30 يومًا لأغراض الأمان فقط.

تعطيل استخدام بياناتك في التدريب: أرسل طلبًا رسميًا إلى OpenAI لمنع استخدام محادثاتك في تدريب النماذج المستقبلية.

تجنب الشبكات العامة: لا تستخدم التطبيق أثناء الاتصال بشبكات “واي فاي” مفتوحة، ويفضل الاعتماد على VPN لتأمين الاتصال وتشفير البيانات.

استخدم أدوات مراقبة الهوية الرقمية: هناك برامج متخصصة يمكنها اكتشاف أي تسريب لبياناتك على الإنترنت أو في الشبكات المظلمة وتنبيهك فورًا.

وعي رقمي يقيك من المخاطر

يبقى ChatGPT منصة قوية وفعالة تسهّل العمل والتعلم وتفتح آفاق الإبداع، لكنها في الوقت نفسه قد تشكل تهديدًا خفيًا إذا لم تُستخدم بحذر. 

فكل ما تكتبه قد يُخزن في خوادم الشركة لسنوات طويلة، لذا فإن الوعي بسياسات الخصوصية واتخاذ إجراءات الحماية الرقمية هو خط الدفاع الأول لضمان استخدام آمن ومسؤول للذكاء الاصطناعي.