أكد كيريل دميترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي، أن الصراع الدائر في أوكرانيا سيتجه حتمًا نحو تسوية دبلوماسية.
وقال دميترييف، في مقابلة مع برنامج “ذا ليد ويز جيك تابر” على شبكة سي إن إن، الجمعة، إن روسيا ترى أن الحل السياسي هو المآل الطبيعي للأزمة، مشيرًا إلى أن "بالتأكيد سيكون هناك حل دبلوماسي للصراع في أوكرانيا".
إشارة إلى لقاء مرتقب بين بوتين وترامب
وفي سياق حديثه، لفت المبعوث الروسي إلى إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، موضحًا أن اللقاء "سيعقد، لكن ربما في وقت لاحق"، ما يعكس وجود اتصالات أولية أو نية مشتركة لفتح قنوات تواصل جديدة بين روسيا وامريكا.
البيت الأبيض لا يستبعد اللقاء
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الخميس، إن لقاء ترامب وبوتين "ليس مستبعدًا تمامًا"، مؤكدة أن الإدارة الأميركية منفتحة على فكرة الحوار في حال توافرت الظروف المناسبة.
وأضافت: "نأمل أن يحدث ذلك يوماً ما، لكننا نريد أن نتأكد من أن الاجتماع سيسفر عن نتيجة إيجابية ملموسة".
إحباط داخل الإدارة الأميركية
ورغم الانفتاح الحذر، أشارت ليفيت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بـ"إحباط" من نظيره الروسي، معتبرة أن موسكو "لم تفعل ما يكفي من أجل تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، وفق تعبيرها.
ويعكس هذا الموقف مزيجًا من الرغبة في التهدئة من جهة، والضغط السياسي على موسكو من جهة أخرى، خصوصاً مع استمرار العمليات العسكرية وتزايد كلفة الصراع على الطرفين.
جمود سياسي وتبدّل المواقف
تأتي هذه التصريحات بعد نحو عامين ونصف من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، حيث فشلت محاولات التفاوض السابقة بسبب تباين المواقف حول مستقبل الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا.
لكن مراقبين يرون أن تغير موازين القوى الدولية، وتبدّل الإدارة الأميركية بعد فوز ترامب، قد يفتح الباب أمام تحرك دبلوماسي جديد يعيد رسم خريطة التسوية المحتملة.
بوادر تهدئة أم تكتيك سياسي؟
في ظل المؤشرات المتضاربة بين موسكو وواشنطن، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت التصريحات الروسية والأميركية الأخيرة تمثل بوادر تهدئة فعلية، أم مجرد مناورة سياسية مؤقتة قبل جولة جديدة من الصراع الدبلوماسي بين القوتين.
0 تعليق