حين يُنادى لصلاة الفجر، تُفتح أبواب الرحمة وتتنزل السكينة على القلوب الذاكرة.
إنها اللحظة التي يلتقي فيها النور بالنور، نور الفجر ونور الإيمان، فيخشع القلب وتتطهر الروح من ضجيج الدنيا.
في هذا الوقت المبارك، يكون دعاء الفجر هو الدعاء أقرب للإجابة، والنية أصدق، والدمعة أصفى، فليكن دعاؤنا خاشعًا ينبع من قلبٍ موقنٍ بأن الله يسمع ويرى.
دعاء الفجر للخشوع في الصلاة
اللهم يا من خلقت الليل والنهار وجعلت الصلاة نورًا وراحة، اجعلني من الخاشعين في صلاتي، ومن الراكعين الساجدين لوجهك الكريم.
اللهم ارزقني قلبًا خاشعًا إذا ذُكرت، وعينًا دامعة إذا تليت آياتك، ولسانًا ذاكرًا لا يغفل عنك.
اللهم طهّر صلاتي من العُجب والرياء، واجعلها وصلاً بيني وبينك لا ينقطع، واملأ قلبي بحبك وحب قيامي بين يديك.
اللهم اجعل ركوعي تواضعًا لعظمتك، وسجودي قربًا منك، وقراءتي خشوعًا وخضوعًا لآياتك.
اللهم اجعل صلاة الفجر بداية نهارٍ طاهرٍ مليءٍ بالبركة واليقين، واغسل بها همومي كما يغسل الفجر وجه الأرض بالنور.
ثمار الخشوع في صلاة الفجر
الخشوع في الصلاة ليس أداءً حركيًا، بل حياةٌ للقلب، وسلامٌ للعقل، وطمأنينةٌ للروح.
من ذاق لذّة الخشوع في الفجر شعر بأن يومه يبدأ بنورٍ داخلي لا ينطفئ، يرزقه الله سكينةً تُغنيه عن العالمين، ويكتب له بركة في رزقه وعمره وأهله.
كيف نبلغ الخشوع؟
استحضار عظمة الله قبل التكبير، التدبر في معاني الآيات أثناء القراءة، الدعاء بين السجودين بخشوع القلب لا بحركة اللسان.
الاستغفار بعد الصلاة ليظل القلب لينًا.
خاتمة
صلاة الفجر باب الخشوع، والدعاء فيها جسرٌ بين السماء والأرض.
فليكن فجرُك موعدًا مع الله، تُنير به دربك وتُزهر به روحك، وقل في سكون السحر:
"اللهم اجعلني من الذين إذا قاموا بين يديك خشعوا، وإذا ذكروا عظمتك دمعت عيونهم، واجعل صلاتي لي لا عليّ."
واجعل يا رب كل فجرٍ يشهد لي لا عليّ، يطهّر قلبي من القسوة، ويغسل روحي من غبار الذنوب، ويملأ أيامي بصفاء القرب منك، ويجعلني من أهل النور الذين إذا صلّوا استقرت أرواحهم في رحمتك، واطمأنت قلوبهم بلقائك يا أرحم الراحمين.


















0 تعليق