شيماء أحمد متولي
الجمعة، 24 أكتوبر 2025 12:53 م 10/24/2025 12:53:45 PMيستعد المتحف المصري الكبير لاستقبال زواره من مختلف أنحاء العالم عقب افتتاحه الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، ليكون صرحًا حضاريًا وثقافيًا وترفيهيًا متكاملاً، وأهم وجهة لكل من يهتم بالحضارة المصرية القديمة، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية ويضم آلاف القطع الأثرية النادرة والفريدة.
ويحتوي المتحف بين جنباته على مساحات مخصصة للأنشطة الثقافية والفعاليات، تشمل متحفًا للأطفال، مركزًا تعليميًا، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركزًا للمؤتمرات، إلى جانب مناطق تجارية تضم محالًا تجارية وكافيتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات.
ويهدف المتحف إلى عرض المجموعات الأثرية بأحدث أساليب العرض المتحفي، مع استخدام التوثيق الرقمي لتسجيل القطع الأثرية، وحفظها، وتأمينها، ودراستها، وصيانتها، وترميمها، إلى جانب تنظيم المعارض المؤقتة والدائمة، وعقد الندوات والمؤتمرات، والأنشطة الثقافية والعلمية، بما يسهم في توعية النشء والمجتمع المصري بالحضارة المصرية القديمة.
وفي هذا السياق، أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن المتحف المصري الكبير يتميز بقطع فريدة تُعرض لأول مرة بعد نقلها من المتاحف المصرية، ومن أبرزها 500 قطعة من مكتشفات مقبرة توت عنخ آمون.
وأشار ريحان إلى أن المتحف يعرض كرسي الاحتفالات الشهير للملك توت عنخ آمون، الذي عُثر عليه في الممر المؤدي إلى المقبرة، بالإضافة إلى المقصورة الخشبية المذهبة للأواني الكانوبية ومجموعة من الحلي والمجوهرات والقلادات المصنوعة من الذهب والعقيق. وأضاف أن كرسي الاحتفالات يُعد من أروع نماذج الفن في الدولة الحديثة، مزينًا بتطعيمات من العاج والأبانوس والفيانس والذهب، ويظهر في وسط ظهره قرص الشمس تعلوه الإلهة نخبت وهي تبسط جناحيها، بينما مسند القدمين مزين بزخارف ورقائق ذهبية تمثل أعداء مصر التسعة.

وأكد ريحان أن عرض المجموعة الكاملة لمقبرة توت عنخ آمون لأول مرة في مكان واحد يمثل قيمة عالمية استثنائية، حيث يعرض المتحف 5300 قطعة جاءت من المتحف المصري بالتحرير، متحف الأقصر، والمتحف الحربي، من بينها قناع توت عنخ آمون الذي يُعد أهم وأثمن قطعة أثرية في العالم. وتعرض هذه المقتنيات في قاعتين بمساحة كل قاعة 7 آلاف متر مربع، مع عروض افتراضية تحكي قصة الاكتشاف.
وأشار إلى أن قناع توت عنخ آمون يمثل رمزًا دينيًا وجنائزيًا يحمي المتوفى ويساعد روحه على الانتقال للحياة الأخرى، ويتضمن رموزًا للحماية الإلهية وتوحيد البلاد، ويجسد الألوهية الملكية والعالم الآخر، ويغطي رأس المومياء لحمايتها في رحلتها إلى العالم الآخر، ويحتوي على تعويذات من كتاب الموتى تعكس الحماية الإلهية الكاملة للمتوفى.
وأوضح ريحان أن كنوز توت عنخ آمون تعد أكمل كنز ملكي تم اكتشافه، وتمثل مجموعة تحف صنعت بمهارة فائقة في أزهى عصور الدولة الحديثة، حين انفتحت مصر على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية.
وأشار إلى عرض المراكب الجنائزية المعروفة خطأ بمراكب شمس، والتي اكتُشفت عام 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر بواسطة عالم الآثار كمال الملاخ، حيث تم نقلها وترميمها وعرضها كاملة أمام الزوار، فيما سيتم ترميم مركب خوفو الثانية أمام الزوار لمدة 3 سنوات لتوضيح طرق الترميم التقليدية.
ونوه ريحان إلى نقل قطع أثرية هامة من الأقصر في مارس 2016، شملت 778 قطعة، بالإضافة إلى تمثال الملك أمنحتب الثالث، والإله حورس من الجرانيت الوردي بوزن 4 أطنان، والذي سيعرض على الدرج العظيم بالمتحف، وعدد من التوابيت وقطع الفخار، إلى جانب قطع أخرى من الإسكندرية والزقازيق وأسوان والمنيا وبنى سويف وسقارة.
كما نقل 525 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير في 2016، بينها 367 قطعة من مقتنيات توت عنخ آمون، بينما تم نقل تمثال رمسيس الثاني إلى موقعه الدائم بالمتحف في يناير 2018 بعد أن كان معروضًا بميدان رمسيس منذ 1955، ضمن جهود الحفاظ على الآثار من التلوث البيئي وحماية التراث المصري.
واختتم ريحان بالقول إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل أعظم مشروع ثقافي وسياحي عالمي، ليس فقط لما يتضمنه من آثار أعظم حضارة على وجه الأرض، ولكن أيضًا لأن هذه الآثار تعود أصلاً للحضارة المصرية ولم تُنهب من أي حضارات أخرى، مؤكداً بذلك أصالة وعمق الحضارة المصرية وفق معايير اليونسكو.
وأشار إلى أن اختيار توقيت الافتتاح في بداية الموسم السياحي سيزيد من تدفق السياح، حيث من المتوقع أن يرتفع عددهم من 17.8 مليون حاليًا إلى نحو 20.8 مليون، مع توقع وصول العدد إلى 25 مليون بعد افتتاح مشروع التجلي الأعظم في سيناء، ضمن خطة الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول 2030.
إذا أحببت، يمكنني أيضًا إعداد نسخة مختصرة وجذابة للسوشيال ميديا بنفس أسلوب الخبر ولكن بصياغة أسرع للقراءة وجذب المتابعين.


















0 تعليق