ترامب يلوّح بغزو بري ضد فنزويلا ويتهمها بتهريب الفنتانيل - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أن بلاده تستعد لـ “عمل بري قريب” ضد فنزويلا، مشيراً إلى أنه منح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) تفويضاً خاصاً لتنفيذ عمليات داخل الأراضي الفنزويلية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمهيد لتصعيد عسكري جديد في أمريكا اللاتينية.


غزو وشيك وتفويض استخباراتي

وقال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن بلاده “لن تتسامح مع الدول التي توفر ملاذاً لعصابات المخدرات”، مضيفاً: “نحن ننظر إلى البر الآن لأن البحر أصبح تحت سيطرتنا إلى حد كبير.”

وأوضح الرئيس الأمريكي أنه وقّع وثيقة تخوّل المخابرات الأمريكية بالعمل الميداني داخل فنزويلا، دون الكشف عن طبيعة تلك المهام، بينما أكدت مصادر في وزارة الدفاع أن الخطط تشمل “عمليات محدودة النطاق” قد تتطور إلى تدخل بري واسع.


اتهامات بتهريب الفنتانيل

واتهم ترامب الصين بتهريب مادة الفنتانيل القاتلة عبر الأراضي الفنزويلية، لتجاوز الموانئ الأمريكية والمكسيكية، قائلاً إن “أكثر من واحد من كل ألف أمريكي” توفي بسبب جرعات زائدة من الفنتانيل خلال السنوات الخمس الماضية.
وأضاف: “نحن نتعامل مع عصابات المخدرات على أنها التهديد الحقيقي للأمن القومي، وسنخوض حرباً شاملة ضدها، كما وعدت خلال حملتي الانتخابية.”


كاراكاس تندد: “انتهاك للسيادة”

في المقابل، دانت الحكومة الفنزويلية تصريحات ترامب، ووصفتها بأنها “انتهاك خطير لسيادة دولة مستقلة”، مؤكدة أنها ستتقدم بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي، في بيان رسمي، إن “واشنطن تستخدم ذريعة المخدرات لتبرير تدخل عسكري يهدف إلى السيطرة على موارد فنزويلا النفطية”.


قلق دولي وتحذيرات من التصعيد

وتصاعدت ردود الفعل الدولية عقب التصريحات، حيث حذر خبراء في القانون الدولي من أن أي عمل بري ضد فنزويلا سيُعد “خرقاً صريحاً” لميثاق الأمم المتحدة.

كما عبّر عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي عن مخاوفهم من أن ترامب “يوسّع صلاحياته العسكرية دون تفويض تشريعي”، وسط دعوات لعقد جلسة طارئة لمناقشة الموقف.


خلفية النزاع

يُذكر أن الولايات المتحدة كثّفت، منذ أغسطس الماضي، عملياتها العسكرية في بحر الكاريبي تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات، وأسفرت ضربات جوية سابقة عن مقتل عشرات الأشخاص يُشتبه بانتمائهم لعصابات تهريب بحرية.

ويرى مراقبون أن واشنطن تسعى عبر هذا التصعيد إلى زيادة الضغط على حكومة نيكولاس مادورو، وتهيئة الرأي العام الأمريكي لتدخل محتمل قد يعيد رسم النفوذ الأمريكي في المنطقة.


محللون: الفنتانيل “ذريعة سياسية”

وأشار محللون سياسيون إلى أن اتهام فنزويلا بتهريب الفنتانيل قد يكون “ذريعة سياسية” لتبرير التدخل العسكري، لاسيما أن طرق تهريب المادة إلى الولايات المتحدة تمر عادة عبر المكسيك، وليس من أمريكا الجنوبية.
 

ويحذر هؤلاء من أن أي غزو بري سيؤدي إلى أزمة إنسانية جديدة في المنطقة، ويهدد بزعزعة الاستقرار في أمريكا اللاتينية بأكملها.


وبينما تتأهب واشنطن لتوسيع عملياتها ضد ما تصفه بـ “عصابات الفنتانيل”، تبقى المخاوف قائمة من أن تكون فنزويلا مقبلة على مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة، تُعيد إلى الأذهان تاريخ التدخلات الأمريكية في القارة الجنوبية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق