أكد رجل الأعمال أحمد عز، رئيس مجلس إدارة شركة حديد عز، أنه لا توجد ما يسمى بـ"إمبراطوريات" في صناعة الحديد كما يُشاع، موضحًا أن شركته هي جزء من منظومة صناعية مصرية متكاملة تضم عددًا كبيرًا من الشركات والكوادر التي تسهم في نمو الصناعة محليًا وعربيًا.

وقال عز، في تصريحات لقناة العربية، إن صناعة الحديد والصلب تمثل ثاني أهم صناعة في المنطقة بعد صناعة البترول والبتروكيماويات، مشيرًا إلى أن الصناعة العربية تشهد توسعًا كبيرًا بفضل شركات رائدة في السعودية والإمارات وقطر والجزائر وغيرها من الدول.

وأضاف:"أنا جزء من صناعة مصرية واعدة بها عدد كبير من اللاعبين، وليس المجال أن أتحدث عنهم، لكن الحقيقة أن الصناعة المصرية في هذا المجال آخذة في النمو بشكل كبير".

إنتاج حديد عز يقترب من 6.5 مليون طن

وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة حديد عز، أن إنتاج حديد عز الحالي يقترب من 6.5 مليون طن سنويًا، مؤكدًا أن الشركة تستهدف خلال الـ12 شهرًا المقبلة تجاوز حاجز 7 ملايين طن، في إطار خططها التوسعية.

وأشار إلى أن نحو 64-65% من الإنتاج مصري المنشأ، لافتًا إلى أن الشركة ليست موجهة للسوق المحلي فقط، بل تُعد من أكبر المصدّرين على مستوى العالم.

وقال:"خلال العامين الأخيرين صدّرنا ما يقارب 1.6 مليار دولار، وهي أرقام جيدة بالنسبة لصناعة الحديد في العالم العربي، رغم القيود والموانع التجارية المفروضة في بعض الأسواق".

العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

تحدث عز عن العلاقات التجارية بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية كانت أحد أهم محركات نمو الصناعة والتجارة بين الجانبين على مدى أكثر من 20 عامًا.

وأوضح أن مصر، باعتبارها دولة نامية، قدّمت التزامات أكبر عند توقيع الاتفاقية مقارنة بالدول الأوروبية ذات الاقتصادات الناضجة، قائلاً:"حين نسمح بدخول منتجات أوروبية برسوم جمركية منخفضة، نكون قد تنازلنا عن نحو 25% من الحماية التي كانت موجودة، بينما تنازل الاتحاد الأوروبي عن نسبة أقل بكثير".

وأكد أن الهدف من تلك الاتفاقيات هو تحقيق نمو مشترك يعتمد على زيادة الاستهلاك المحلي من جهة، والتوسع في التصدير من جهة أخرى، على غرار ما قامت به دول نامية مثل الجزائر أو فيتنام.

قيود أوروبية على صادرات الحديد المصرية

وتطرق رئيس مجلس إدارة حديد عز إلى القيود الأوروبية المفروضة على واردات الحديد المصرية، موضحًا أن القرار الصادر من الاتحاد الأوروبي يمتد لخمس سنوات، ويمكن مراجعته بعد انتهائها.

وقال عز:"لدينا خياران، إما أن تتقدم الحكومة المصرية بطلب إلى منظمة التجارة العالمية، وهي معطلة حاليًا لأسباب أخرى، أو اللجوء للمحاكم الأوروبية، ولا أعلم إذا كنا سنسلك هذا المسار، لكن الأهم هو أن نعمل على تنويع صادراتنا للأسواق الجديدة في شرق أوروبا، والخليج، وآسيا".

وشدد على أن أي دولة تفرض قيودًا على تجارتها الخارجية يجب أن توفر البدائل للحفاظ على حركة الصادرات والنمو الصناعي، مؤكدًا أن التحولات الجارية في التجارة العالمية تتطلب مرونة وتنوعًا في الأسواق.

عز: الصناعة العربية قادرة على المنافسة

واختتم عز حديثه بالتأكيد على أن صناعة الحديد العربية قادرة على المنافسة عالميًا، مشيرًا إلى أن التكامل بين الشركات العربية يمثل فرصة لتعزيز مكانة المنطقة في خريطة صناعة الحديد والصلب العالمية.

وقال:"الصناعة العربية للحديد تشهد تطورًا لافتًا، ولدينا شركات قوية في السعودية والإمارات وقطر والجزائر، وهو ما يجعلنا أمام سوق عربي متكامل يمكنه تحقيق نهضة صناعية حقيقية في السنوات المقبلة".