تحتفل الكنيسة اليوم بتذكار استشهاد القديس مار متى الرسول والإنجيلي البشير الموافق 12 بابة و22 أكتوبر 2025. مار متى، أحد الاثني عشر رسولاً، كان يُعرف سابقًا باسم لاوي وكان يعمل جابيًا للضرائب في كفر ناحوم عندما دعاه السيد المسيح قائلاً: “اتبعني”، ليترك كل شيء ويتبعه على الفور. بعد ذلك، أقام السيد المسيح وليمة في منزل مار متى، ما أثار تذمر الفريسيين الذين تساءلوا لماذا يأكل مع العشارين والخطاة، فرد المسيح عليهم قائلاً: “لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة”.
سيرة القديس مار متى الرسول في نشر الإيمان
بدأ القديس مار متى الرسول في نشر الإيمان خدمته الرسالية في فلسطين وصور وصيدا، قبل أن ينتقل إلى الحبشة حيث واجه الكهنة الوثنيين الذين كان لهم تأثير في المنطقة. ذُكر في بعض المصادر التاريخية عن مراحل تحول أهل الحبشة من التعليم اليهودي إلى الإيمان المسيحي بفضل خدمة القديس مار متى. وأبرز تلك الروايات تتحدث عن مواجهة القديس لشاب نصحه بالتنكر ككاهن للدخول إلى المدينة الوثنية، وعندما أطاع النصيحة رأى السيد المسيح يتجلى بشكل ذلك الشاب ليزيده عزيمة.
داخل المدينة، واجه القديس مار متى الرسول في نشر الإيمان الكهنة في هيكل أبللون وآثرهم بمعجزات أبرزها نزول مائدة من السماء، ما دفع رئيس الكهنة أرميوس للإيمان برسالة المسيح والانضمام للمؤمنين. لكن بعد ذلك، أمر والي المدينة بإحراق المؤمنين بعد أن علم بتزايد عددهم، غير أنه شهد بنفسه معجزة إقامة ابنه من الموت على يد القديس مار متى، ما دفعه هو أيضاً للإيمان مع باقي أهالي المدينة. عمدهم القديس، رسم لهم قيادات روحية وبنى لهم كنيسة.
القديس مار متى الرسول في نشر الإيمان
بعد خدمة طويلة في الحبشة وبلدان أخرى، عاد مار متى إلى أورشليم حيث كتب أجزاء من إنجيله باللغة العبرانية تحت طلب المؤمنين هناك. يُعتقد أنه أكمل كتابة الإنجيل لاحقًا أثناء خدمته في الهند. استشهد مار متى رجمًا بالحجارة على يد الوالي فسطس في السنة التاسعة لصعود المسيح، ودُفن جسده في قرطاجنة قيصرية في مكان مقدس على يد المؤمنين الذين حافظوا على إرثه.
هذا اليوم يذكرنا بتفاني القديس مار متى الرسول في نشر الإيمان رغم كل الصعوبات التي واجهها. إرثه لا يزال يحيا من خلال تعاليمه وإنجيله الذي أثر بشكل كبير على الكنيسة وأجيال المسيحيين على مر العصور.
0 تعليق