بالبلدي: بداية.. بناء الإنسان على أرض العزة والكرامة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بقلم ✍️ د.عصام محمد عبدالقادر

(أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر)

نثق في أن ما يمتلكه المواطن المصري من قدراتٍ ومهاراتٍ وخبراتٍ تمكنه من أن يكون لديه دخلٌ ماديٌ في مجالٍ من مجالات الحياة الاقتصادية، ويصبح لديه الدافع والحافز لأن يحسن ويطور وينمي من خبراته؛ ليصل إلى مستويات الاتقان والابتكار فيما يؤديه، ويُسهم في التنمية الاقتصادية ببلاده، ومن ثم فإننا نوسمه برأس المال البشري، كونه المورد الأصيل الذي له مكوناتٌ ينبغي التركيز عليها والاهتمام بتنميتها بصورةٍ مستمرةٍ؛ حيث التزود بالمعرفة، وتنمية العمق القيمي الذي يؤمن به المجتمع، ويعمل على تعضيد المواطنة بكل أبعادها وأنماطها وقيمها؛ لنضمن تنميةً بشريةً متوازنةً ومستدامةً تساعد في نهضة الدولة المصرية بكل ما تملكه من مورد مادي وبشري.

ولدى فخامة الرئيس قناعة تامة بأن الإنسان تقوم على أكتافه النهضة ويتحقق الإعمار بسواعده، جعله يصب جل اهتمامه على مقومات بنائه؛ حيث وفرت له الرعاية الصحية التي تجعله قادر على العمل ويتمتع بصحة جسدية ويخلو من كافة الأمراض المزمنة التي كانت عائقا عن أداء مهام العمل، ورغم تعدد المبادرات الناجحة المرمى؛ إلا أن الرئيس يقدم جهود العطاء من أجل تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لرؤية مصر (2030)، في المجال الصحي؛ كي يطبق نظامٌ صحيٌ شاملٌ، يتسم بالجودة والإتاحة لكافة المواطنين، ويحقق الاحتياجات ويلبي المتطلبات في القطاع الصحي، بما ينتج عنه الرضا العام، والتنمية البشرية المقصودة، والتي يتوقف عليها التنمية الاقتصادية برمتها.

وضميرنا الجمعي يؤمن بأهمية بناء الإنسان الذي يمضي في مسار النهضة والإعمار؛ فالاستثمار في البشر يحقق تنوع الاستثمارات التي تنهض بالدولة في كافة قطاعاتها ومجالاتها، ومن ثم أصبحت تنمية وبناء الإنسان المصري من أولويات الأمن القومي المصري؛ فعندما تتوافر سبل الاستثمار ومقوماته ومن يقوم به ويعمل من أجله؛ فإن ذلك يفتح مجالات لتدشين مجتمعات جديدة في ربوع الوطن تستطيع أن تحمي مقدراته وتصون ترابه وتنمي موارده وفي مقدمتها تعزيز بناء الإنسان.

وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ذلك الرجل صاحب الهمة والعزيمة، نجد حالة غير مسبوقة من الإعمار بصورة متتالية ومتوالية يصعب حصرها وتناولها على أرض الكنانة؛ فقد بذل من الجهود الحثيثة والمضنية كي يخرج بلادنا العزيزية من حالة العوز لحالة العزة، بل وثابر من أجل أن يحيا الإنسان على أرضه حياة كريمة في صحة تامة ومقدرة على العطاء؛ ليستمتع بمفردات جودة الحياة التي تبدو واضحة في مشروعات الدولة القومية بشتى ربوع الوطن.

ونعي أهمية المشروع القومي الذي يستهدف التنمية بصورها المختلفة والتي تصب في بناء الإنسان المصري والذي أطلقه الرئيس تحت مسمى “بداية جديدة لبناء الإنسان”؛ إذ يتضمن تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات والخدمات والأنشطة الشاملة النفع والفائدة لشرائح المجتمع قاطبة وفئاته العمرية كلها بما يغطي ربوع الدولة المصرية لتتحقق ماهية العدالة والمساواة التي تسعى الدولة لتعضيدها عبر استراتيجية التنمية المستدامة لمصر (2030) والتي أضحت واقعًا ملموسًا ومعاشًا في شتى مجالات الحياة وتنوعاتها.

إن مشروعات مصر القومية ومنها مشروع بداية يؤكد على أن جمهوريتنا الجديدة بقيادتها الحكيمة ومؤسساتها الوطنية ماضية نحو تحقيق جودة الحياة في ضوء حزمة من السياسات والإجراءات والعمليات التي تنفذها الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والعمل الأهلي الوطني بهدف تطوير وتحسين الحياة الوظيفية، والشخصية لشعبنا العظيم بكافة فئاته، إيمانًا بأن ذلك ينعكس إيجابًا على الأداء العام، وبذلك تحقق الدولة أهدافها وتطلعاتها، وفي نفس الوقت تُلبي وتشبع رغبات مواطنيها، ما يضمن استمرارية نجاح الدولة وتقدمها، ومن ثم يحصنها ضد كافة التحديات المحيطة بها من جميع الجهات.

وندرك أن ما نحصده من بناء الإنسان عبر مشروع بداية وما يتضمنه من برامج يسهم دون شك في تحسين مستويات الدخول التي تضاف إلى الدخل القومي للدولة وتدفع بعجلة اقتصاده، كما تتيح فرص العمل المتنوعة، وهذا الأمر مرهونٌ بعزيمتنا نحو استدامة دعمنا لبرامج المشروع الوطني؛ كي نضمن انتشاره وتحقيق الغاية منه؛ حيث تزداد القدرة التشغيلية بما يؤدي إلى تحسن المعيشة، ويحقق جودة الحياة المقرونة بعوامل الرضا والاستقرار والاندماج المجتمعي.

ويقوم مشروع بداية على فلسفة التكامل عبر شمولية واسعة لجهات الدولة والمجتمع الأهلي والخاص بهدف تحسين جودة حياة المواطنين، وهذا يؤكد على أن الهُوِيَّة المصرية التي تترجمها مجموعة القيم والخبرات التاريخية تُشكل وعي المواطن وتمده بالنسق المحدد لخصوصية المجتمع سواءً في الفكر أم الممارسة، وفي ضوء هذه المرجعية يتمكن من صنع إرادته التي يستطيع من خلالها أن يعبر عن ذاته ويرسم ملامح مستقبله، ويهتم بصقل شخصيته بتمسكه بالصفات الجوهرية المستمدة من تراثه الحضاري، وهو ما يجعله مشتركًا في السمات العامة لمجتمعه، بما يخلق لديه شخصيته القومية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق