الجزائر وتكرار الخيبة.. من فشل البوليساريو إلى وهم "ريف المهجر" - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجزائر وتكرار الخيبة.. من فشل البوليساريو إلى وهم "ريف المهجر" - بلس 48, اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025 01:14 مساءً

لم يعد خافيا أن النظام الجزائري يعيش أزمة استراتيجية عميقة في تعاطيه مع القضية المغربية. فبعد عقود من تبديد المليارات في دعم انفصال الصحراء المغربية عبر جبهة البوليساريو، وبعد أن مني بفشل ذريع في حشد الدعم الدولي لمشروعه الانفصالي، ها هو اليوم يعيد إنتاج نفس السيناريو البائس، من خلال استضافة عناصر من ما يسمى "الحزب الوطني الريفي" والترويج لفكرة "جمهورية الريف" عبر منابره الإعلامية الرسمية.

من الواضح أن السلطة الجزائرية لم تستوعب التحولات العميقة التي يعرفها العالم، ولا الديناميات الداخلية التي يشهدها المغرب. فالريف، على الرغم من خصوصياته التاريخية والثقافية، يظل جزءا أصيلا من الوطن المغربي، وساكنته قدمت تضحيات جسيمة في سبيل الدفاع عن وحدة التراب الوطني. أما المحاولات الجزائرية الجديدة، التي تتوسل هذه المرة خطاب "ريف المهجر"، فلا تعدو أن تكون محاولة يائسة للعزف على أوتار بالية.

تعيش الجزائر اليوم عزلة إقليمية متفاقمة، بعدما فقدت معظم أوراقها في ملف الصحراء، سواء بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب عليها، أو إثر الموقف الإسباني الواضح، أو بفعل فشلها في تشكيل جبهة دولية داعمة لمخططها الانفصالي. وبدلا من مراجعة سياساتها، اختارت الهروب إلى الأمام عبر تصدير أزمتها الداخلية إلى الجوار، وتغذية بؤر التوتر الإقليمي.

غير أن ما لا تدركه الجزائر، أو تتجاهله عمدا، هو أن مغرب اليوم ليس مغرب الأمس. الدولة المغربية قطعت أشواطا كبيرة في ترسيخ تماسكها الداخلي وتعزيز مشروعها الوطني. ومناطق مثل الريف، رغم بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية، تظل وفية لوحدة الوطن، ومنخرطة في مسار البناء الديمقراطي والمؤسساتي.

المفارقة المثيرة للسخرية أن النظام الجزائري، الذي يواجه حراكا شعبيا مستمرا، ويقمع الأصوات الحرة، ويضيق على الحريات العامة، يتحدث عن "تدويل قضية الريف"، في حين يحرم أبناء منطقة القبايل من أبسط حقوقهم المشروعة، ويسجن المطالبين بثقافتهم ولغتهم.

إن استضافة التلفزيون الرسمي الجزائري لشخصيات محسوبة على أطروحات انفصالية مرتبطة بما يسمى "ريف المهجر"، ليس إلا دليلا جديدا على أن النظام الجزائري لم يتخل عن عدائه للمغرب، حتى وإن كان ذلك على حساب استقرار شعوب المنطقة ومستقبلها المشترك.

وفي المحصلة، ستلقى هذه المحاولة نفس مصير سابقتها: الفشل الذريع. لأن وحدة المغرب ليست مجرد شعار، بل حقيقة راسخة في التاريخ والجغرافيا والإرادة الشعبية. والجزائر، بدلا من استنزاف طاقاتها في تغذية الانفصال، الأولى بها أن تواجه تحدياتها الداخلية، وأن تبحث عن السلم والتكامل، لا عن التصعيد وزرع الفتن.

المغرب في صحرائه، والريف جزء لا يتجزأ من وطنه. أما الجزائر، فهي تائهة في خيباتها السياسية وأوهامها الانفصالية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق