أثار حذف الأزهر الشريف لنداءٍ طويل كان قد دعا من خلاله شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إلى التحرك الفوري لإنقاذ أهل غزة من المعاناة بسبب سياسة التجويع، حالة من الجدل العارم على منصات التواصل الاجتماعي.

وقد جاء النداء في سياق تحذير الأزهر من أن ضمير الإنسانية بات مهدداً في ظل القتل البارد للأطفال والبراء، الذين يواجهون الموت بسبب الجوع والعطش، بينما يعجزون عن الحصول على العلاج بسبب استهداف الاحتلال للمستشفيات وتوقف الخدمات الطبية.

وفي النداء، حذر الأزهر من أن من يدعم إسرائيل بالسلاح أو بالكلمات المنافقة، يصبح شريكاً مباشراً في الإبادة، مشيراً إلى ضرورة تحرك القوى الفاعلة لإجبار الاحتلال على وقف عمليات القتل، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل فوري.

لكن المفاجأة جاءت عندما تم حذف البيان عن حسابات الأزهر على مواقع التواصل الاجتماعي بعد دقائق معدودة من نشره، مما أثار تساؤلات بين النشطاء والمراقبين حول السبب وراء هذا التصرف.

وتعليقاً على حذف البيان، عبّر العديد من المدونين عن استنكارهم لهذا التصرف، معتبرين أنه محاولة لإسكات صوت الضمير في وقت كان فيه العالم بأمس الحاجة لسماع الحق. وتساءل بعضهم عن استقلالية الأزهر في ضوء هذا الحذف السريع، مؤكدين أن ما حدث يمثل "طمساً متعمداً" لصوت الحق في وقت حساس.

هذا وقد انقسمت الآراء بين من يرى أن هذا الحذف لا يغير من الحقيقة شيئاً، وأن صوت الأزهر سيظل مرشداً للأمة مهما كانت الظروف، وبين من يرى أن هذه الحادثة تكشف عن "حقيقة مؤسفة" حول تأثير الضغوط على المؤسسة الدينية الكبرى في العالم الإسلامي.