وصلت شحنة نفط روسية إلى سوريا، خلال الساعات الأخيرة الماضية، في خطوة تكشف عن تنامي علاقات التعاون بين البلدين، التي تكللت مؤخرًا بزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو.
ورست ناقلة النفط أنتاركتيكا (Antarktika) -وفق بيانات تتبّع وصور الأقمار الصناعية حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- في ميناء بانياس، بحمولة تصل إلى 745 ألف برميل من الخام الروسي.
وتُبحر أنتاركتيكا، التي تحمل شحنة نفط روسية، تحت العلم الروسي، ويبلغ طولها الإجمالي 250 مترًا وعرضها 44 مترًا.
وحُمِّلَت الناقلة بنحو 750 ألف برميل من مزيج من نفط أركو الثقيل القادم من القطب الشمالي، ومكثفات الغاز (نوع من النفط الخفيف)، إلى ميناء بانياس السوري.
النفط الروسي إلى سوريا
تسلّط شحنة النفط الروسي إلى سوريا الضوء على العلاقة المستمرة في مجال الطاقة بين موسكو ودمشق.
ورست ناقلة النفط الخام "أنتاركتيكا"، القادرة على نقل ما يصل إلى 800 ألف برميل، في ميناء بانياس، بعد تحميلها في ميناءي مورمانسك وأوست لوغا الروسيين لتحميل النفط والمكثفات.
وجري تحميل بنفط أركو الذي تنتجه شركة غازبروم نفط الروسية، ومكثفات تنتجها شركة نوفاتيك للغاز، ولم تتضح بعد هوية المشتري والبائع للشحنة.
ويتطلب نفط أركو، الذي يُنتَج على منصة "بريرازلمنايا" البحرية، المزج مع درجات أخفّ لمعظم عمليات التكرير.
الخريطة التالية -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- حصلت عليها من كبلر، ترصد مسار ناقلة النفط الروسية:
وناقش مسؤولون من كلا البلدين مؤخرًا التعاون المحتمل في مجال الطاقة خلال اجتماع في موسكو، في أثناء زيارة الرئيس الروسي أحمد الشرع.
لطالما عَدَّت روسيا سوريا بوابةً رئيسةً لعملياتها التجارية والعسكرية في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويخضع كلٌّ من النفط والغاز الروسيين المكثفين للعقوبات الغربية، مما يُعقّد بيعهما في الأسواق العالمية.
وفي الشهر الماضي، أدت غارة بطائرة دون طيار على مصنع |أوست-لوجا" التابع لشركة نوفاتيك إلى إغلاق وحدتين لمعالجة المكثفات، مما أدى إلى وجود فائض من المكثفات المتاحة للتصدير.
شحنات النفط الروسي إلى سوريا
وصل عدد من شحنات النفط الروسي إلى سوريا، خلال الأشهر الماضية، ما وفَّر جزءًا من احتياجات البلاد من الطلب على الوقود وتأمين احتياجات محطات الكهرباء.
وتتحرّك الحكومة في دمشق بقوة لتعزيز واردات سوريا من النفط، في ظل استمرار تراجع الإنتاج المحلي، إذ طرحت وزارة الطاقة السورية، في يوليو/تموز الماضي، مناقصة لاستيراد 7 ملايين برميل من الخام تُنفَّذ على 3 مراحل، تبدأ في أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتهدف الحكومة من خلال المناقصة إلى ضمان انسياب الإمدادات إلى مصفاتَي بانياس وحمص، وتجنُّب توقُّفهما عن العمل، كما حدث في ديسمبر/كانون الأول 2024، عندما انقطعت الشحنات الإيرانية.
وتُضاف المناقصة إلى أخرى مماثلة طرحتها دمشق في يونيو/حزيران الماضي للكمية نفسها، وكذلك إلى مناقصة سابقة في مارس/آذار 2025 وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ البلاد، إذ استهدفت تأمين 7 ملايين برميل للربع الثاني من العام.
يأتي وصول شحنة نفط روسية إلى سوريا بالتزامن مع اقتراب شحنة أخرى قادمة من السعودية ضمن المنحة المقدَّمة من المملكة إلى حكومة دمشق، لتأمين جزء من احتياجاتها من الوقود، خاصة لتشغيل المركبات ومحطات الكهرباء.
وأظهرت بيانات -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- أن شحنة النفط السعودية محمّلة على متن الناقلة "بيتاليدي" (Petalidi) التي ترفع علم ليبيريا، وتبلغ نحو مليون و71 ألف برميل.
وأوضحت صور الأقمار الاصطناعية وبيانات تتبُّع الناقلات أن السفينة حُمّلت بخام الحوت من الخفجي، وبعدها توقفت في رأس تنورة، لتأخذ مكثفات حقل الخف لمزجها مع خام الحوت، بما يحقق المواصفات المناسبة لمصفاة بانياس السورية.
أظهرت صور الأقمار الصناعية أن شحنة النفط السعودية إلى سوريا حرصت على تجنّب العبور من البحر الأحمر رغم قرب المسافة، لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق