أعلنت شركة "هايد بارك للتطوير العقاري" عن خطط استثمارية هائلة تصل إلى 30 مليار جنيه مصري، أي حوالي 630 مليون دولار أمريكي، خلال السنوات الخمس المقبلة.

ويركز هذا الاستثمار على تعزيز قطاع الفنادق والتطوير العقاري في مصر، مع توسع إقليمي واعد في المملكة العربية السعودية والعراق.

وجاء الإعلان على لسان العضو المنتدب أمين سراج، الذي أكد أن هذه الخطط تتماشى مع انتعاش السياحة والاستثمار العقاري في المنطقة.

ومع اقتراب نهاية عام 2025، تظهر التطورات الأخيرة أن الشركة قد بدأت بالفعل في تنفيذ بعض الخطوات نحو السوق السعودي، مما يعزز من جاذبية هذه الاستثمارات للمستثمرين العرب.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل استثمارات الشركة في مصر، وخططها في السوقين السعودي والعراقي.

التركيز على الفنادق والإيرادات المتكررة

وتعتمد "هايد بارك"، التي تأسست عام 2007 برأس مال مدفوع يبلغ نحو ملياري جنيه، على استراتيجية ذكية لتنويع مصادر الدخل، حيث يشكل قطاع الفنادق ركيزة أساسية.

ووفقًا لسراج، سيتم استثمار الـ630 مليون دولار في إنشاء 710 غرف فندقية جديدة خلال السنوات الخمس القادمة، موزعة بين مشاريع في الساحل الشمالي وتجمع الخامس بالقاهرة.

ويشمل ذلك فندقين تحت الإنشاء في مشروع "ذا شور" بالساحل الشمالي بإجمالي 310 غرف، مع توقع افتتاح أحدهما في صيف 2026.

كما يجري وضع تصميمات لفندقين آخرين في مشروع "هايد بارك" بالتجمع الخامس، يضمان 400 غرفة إضافية.

تأتي هذه التوسعات في وقت يشهد فيه قطاع السياحة المصري انتعاشًا ملحوظًا، حيث بلغت إيراداته 9 مليارات دولار منذ بداية 2025 حتى سبتمبر، مع تجاوز عدد السياح 10 ملايين زائر، كما أفاد وزير السياحة والآثار شريف فتحي.

وأكد سراج أن "الإيرادات المتكررة من الفنادق والمولات ومراكز الأعمال ستكون ركيزة مستدامة"، مشيرًا إلى أن الشركة حققت مبيعات تعاقدية بلغت 31 مليار جنيه بنهاية يونيو 2025، وتستهدف تجاوز 50 مليار جنيه بنهاية العام، مقارنة بـ45 مليار في 2024.

ولدعم هذه الطموحات، أبرمت "هايد بارك" عقود تمويل بقيمة 6.2 مليار جنيه مع بنوك الأهلي المصري ومصر والقاهرة، تغطي احتياجاتها للعامين المقبلين.

توسع داخلي قوي يمهد للإقليمي

وتمتلك "هايد بارك" محفظة أراضي هائلة تمتد على 2200 فدان، موزعة بين شرق وغرب القاهرة والساحل الشمالي، مع ملكية حكومية قوية تشمل بنك التعمير والإسكان (40%)، البنك العقاري المصري (24.5%)، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة (17.78%)، إلى جانب شركة التعمير للاستثمار والتنمية والشركة القابضة للاستثمار.

وفي إطار خطتها الداخلية، تسعى الشركة لإضافة 600 فدان جديدة بحلول 2026، من خلال مفاوضات حالية على قطعتين أرض في التجمع السادس شرق القاهرة والسادس من أكتوبر غرب العاصمة.

ومن أبرز الإنجازات الأخيرة، تعاقد الشركة على قطعة أرض بمساحة 57 فدانًا في مدينة السادس من أكتوبر لإقامة مشروع سكني تجاري إداري يضم 910 وحدات، ينفذ خلال أربع سنوات.

كما طرحت ثلاث مراحل بيعية منذ بداية 2025، بما في ذلك مرحلة في "هايد بارك سنترال" بالتجمع السادس (220 فدانًا)، ومرحلتين في "ذا شور" بالساحل الشمالي.

وهذه المشاريع لا تقتصر على السكن، بل تشمل مراكز تجارية وإدارية، مما يعزز من قيمة الاستثمار الإجمالي الذي يتجاوز 247 مليار جنيه لمحفظتها الحالية.

التوسع في السعودية

ويعد السوق السعودي الوجهة الأولى لتوسع "هايد بارك" الإقليمي، حيث أفصح سراج عن إعلان أول مشروع سعودي في النصف الأول من 2026، بعد مفاوضات على ثلاث قطع أرض في الرياض وجدة والخبر.

وفي تطور حديث، أعلنت الشركة في مايو الماضي عن إطلاق فرع سعودي، مع دراسة ثلاثة مشاريع مختلفة لاختيار الأنسب كأول دخول لها إلى المملكة.

كما شاركت في معرض "سيتي سكيب العالمي 2024" بالرياض في نوفمبر الماضي، لتعزيز الروابط العقارية بين مصر والسعودية، وعرض مشاريعها الرائدة.

وأكد سراج، في تصريحاته على هامش المعرض، أن "السعودية تشهد نهضة عمرانية واسعة تتوافق مع رؤية 2030"، مشيرًا إلى خطط لإنشاء مقر رئيسي بالتعاون مع شركة "بي دبليو سي"، وتطوير مشروع صديق للبيئة على 250 فدانًا يعتمد على الطاقة المتجددة ومواد بناء مستدامة بتصميمات ذكية.

ويمثل هذا التوسع 18% من مبيعات الشركة في الخليج، مع التركيز على الأمان للمغتربين والاستثمارات المستدامة.

ومع اقتراب الإطلاق، يتوقع أن يساهم هذا الفرع في زيادة الإيرادات الإقليمية بنسبة 20% بحلول 2027، مدعومًا بتجربة الشركة في بناء مجتمعات متكاملة.

فرص واعدة في السوق العراقي

ولا يقتصر الطموح الإقليمي على السعودية، إذ أشار سراج إلى دراسة "فرص واعدة في السوق العراقية" كخطوة تالية بعد الاستقرار في الخليج.

يأتي ذلك في سياق إعادة إعمار العراق وانتعاش الاستثمارات العقارية هناك، حيث يقدر حجم السوق العقاري العراقي بمليارات الدولارات سنويًا.

وعلى الرغم من أن الخطط لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أن "هايد بارك" ترى في بغداد والمحافظات الجنوبية فرصًا لمشاريع فندقية وسكنية تتناسب مع خبرتها في السياحة، وهذا التوسع يعكس رؤية الشركة لربط الأسواق العربية، مستفيدة من الروابط التاريخية والاقتصادية بين مصر والعراق، مع التركيز على مشاريع تعزز الإيرادات المتكررة كما في خططها المصرية.

ومع اقتراب نهاية 2025، تبرز "هايد بارك للتطوير العقاري" كنموذج للشركات المصرية الطموحة في المنافسة الإقليمية، حيث يجمع استثمارها الـ630 مليون دولار بين التنمية المحلية والتوسع الخارجي.