مساء أمس الأربعاء، أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز في قرار ملكي، عن اختيار الشيخ صالح الفوزان ليكون المفتي العام للمملكة العربية السعودية، مع توليه رئاسة هيئة كبار العلماء والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير، وجاء هذا التعيين بناءً على اقتراح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليصبح الفوزان رابع من يتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ المملكة.

ولد الشيخ صالح الفوزان عام 1935 في بلدة الشماسية بمنطقة القصيم، ضمن أسرة تنتمي إلى قبيلة الدواسر، وبعد وفاة والده في طفولته، بدأ تعليمه بتعلم القرآن والكتابة على يد إمام المسجد المحلي، وبعدها التحق بمدرسة الشماسية الحكومية، ثم أكمل دراسته الابتدائية في بريدة، ومنها إلى المعهد العلمي هناك.

استطاع الشيخ صالح أن يحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة بالرياض عام 1961، ثم نال الماجستير في علم المواريث، وأكمل الدكتوراه في الفقه ببحث عن الأطعمة في الشريعة الإسلامية.

استهل الشيخ الفوزان حياته المهنية كمدرس في المعهد العلمي بالرياض، ثم انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة، وتولى لاحقًا إدارة المعهد العالي للقضاء، في حين شارك كإمام وخطيب في أحد مساجد الرياض، وأشرف على العديد من الأبحاث الأكاديمية في الماجستير والدكتوراه، كما انضم إلى هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي بمكة، وساهم في نشر دراسات وفتاوى في مجلات علمية، إلى جانب تدريسه المستمر لطلبة العلم.

كان للشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي المملكة السابق، أثر كبير في مسيرة الفوزان، فقد درس على يديه علم المواريث، وحضر دروسه واستمع إلى برامجه الإذاعية، بينما استفاد الفوزان من منهج ابن باز في الدقة أثناء إصدار الفتاوى والتزامه بأدلة الشريعة.

يُعد منصب المفتي العام من أبرز المناصب الدينية في السعودية، حيث يتولى صاحب المنصب قيادة هيئة كبار العلماء وإدارة شؤون الإفتاء، فقد تأسس هذا المنصب عام 1953 بقرار من الملك عبد العزيز، وكان الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أول من شغله، ولكن شهد المنصب فترات انقطاع، خاصة بين عامي 1969 و1994، قبل أن يُعاد تفعيله في عهد الملك فهد.