اعتداءات على منازل أقباط .. في حادثة مؤسفة وقعت بقرية نزلة جلف التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا، تعرضت منازل الأقباط لهجوم من قبل مجموعة من المتشددين على خلفية شائعات حول وجود علاقة بين شاب مسيحي وفتاة من القرية. وفقًا لشهود عيان، تجمع عدد كبير من الأهالي وحاصروا منازل أقباط لا تربطهم أي صلة قرابة بالشاب المتهم، وقاموا بقذف الحجارة، مما أسفر عن تكسير الأبواب والنوافذ. كما أُضرمت النيران في بعض الأراضي الزراعية المملوكة للأقباط، وسط حالة من الفوضى والخوف.
حالة ذعر شديدة بسبب اعتداءات على منازل أقباط
الحادث أثار حالة ذعر شديدة بين الأقباط، خاصة النساء والأطفال، الذين لجأوا للصراخ طلبًا للمساعدة، في ظل غياب أي محاولات للتعقل أو الرجوع إلى القانون. وأفاد أحد الشهود بأن أجواء التعايش السلمي والمحبة التي كانت تجمع أبناء القرية تبدلت فجأة إلى مشاعر عداء انعكست في الاعتداءات التي هزت استقرار العيش المشترك. وأضاف أن الحادث خلف احتقانًا اجتماعيًا عميقًا وسط مخاوف من تجدد هذه الاعتداءات، رغم السيطرة النسبية التي فرضتها قوات الأمن.
الأهالي القبطيون منع أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة
كما أبدى الأهالي القبطيون تخوفهم على سلامة أطفالهم، ما دفع العديد منهم إلى منع أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة بشكل مؤقت. التحقيقات لا تزال مستمرة وسط دعوات للقبض على المحرضين والمنفذين لهذه الأعمال ومحاسبتهم قانونيًا، بما في ذلك الشاب المسيحي إذا ما ثبتت صحة الاتهام الموجه إليه. شدد آخرون على أن الحلول يجب أن تركن إلى القانون، مؤكدين رفضهم لأي محاولات من قبل المتطرفين لفرض العدل بأيديهم في دولة يفترض أن يحكمها النظام القانوني.
سبب وقوع مثل هذه الأحداث في المنيا
ويرى مراقبون أن تكرار وقوع مثل هذه الأحداث في المنيا يعود إلى غياب تفعيل القانون والاكتفاء بعقد جلسات الصلح العرفي، مما ساهم في تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب كما حدث في حادثة قرية أشروبة المجاورة.
الأحداث أسفرت عن أضرار كبيرة لحقت بالعديد من المنازل التي لا علاقة لها إطلاقًا بالشاب المتهم. ومع تدخل قوات الأمن لاحتواء الوضع، يطالب الأقباط بتطبيق القانون بجدية وعدالة لضمان ردع المحرضين ومنع الفتن حفاظًا على السلم الاجتماعي في القرية والمناطق المجاورة.
0 تعليق