إسرائيل توسّع قاعدتين عسكريتين في ريف القنيطرة تحسّباً لمرحلة ما بعد الأسد - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يواصل الجيش الإسرائيلي أعمال توسيع وتعزيز لقاعدتين عسكريتين في ريف القنيطرة جنوبي سوريا، بمحاذاة خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، في تحرك عسكري يرتبط وفق مراقبين بالاستعداد لمرحلة سياسية جديدة في دمشق بعد رحيل الرئيس بشار الأسد أو تغيّر بنية حكمه.

تحصينات متقدمة ورفع جاهزية

 

تشمل التحركات الإسرائيلية الأخيرة نشر أجهزة مراقبة ورادارات متطورة، إلى جانب تعزيز منظومات دفاعية عند النقاط المتقدمة، مع زيادة ملحوظة لطلعات الطائرات بدون طيار التي ترصد التحركات في الجانب السوري، خصوصاً في المناطق التي تنتشر فيها مجموعات مرتبطة بإيران وحزب الله.

ويهدف هذا التحول إلى تكوين واقع عسكري جديد يصعب تغييره حتى لو تبدلت موازين القوى داخل سوريا.

 

الجولان.. محور الصراع الدائم

 

رغم الهدوء النسبي الذي اتسمت به الحدود لعقود، تصنف إسرائيل الجنوب السوري باعتباره منطقة تهديد قابلة للاشتعال.

ويرى خبراء أن تعزيز الوجود العسكري في محيط الجولان يعكس رغبة تل أبيب في ضمان استمرار الهدوء المفروض بالقوة، ومنع أي قيادة سورية مستقبلية من استخدام ملف الجولان لإعادة طرحه دولياً.

ما بعد الأسد.. حسابات أمنية لا سياسية

يشير محللون إلى أن قلق إسرائيل يتجاوز شخص الأسد، ويرتبط بهوية من سيحكم سوريا لاحقاً، خاصة في ظل احتمالات: ضعف الدولة المركزية، تمدد النفوذ الإيراني جنوباً، تنامي نفوذ الفصائل المسلحة.


وبحسب تقديرات عسكرية إسرائيلية، فإن أي فراغ سياسي في دمشق قد يتحول إلى نافذة خطرة تسمح بتثبيت بنية تهديد إيرانية على مشارف الجولان.

استراتيجية “المعركة بين الحروب”

تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف داخل سوريا، لضمان إضعاف قدرات إيران العسكرية ومنع نقل الأسلحة الدقيقة إلى حزب الله.
وربط محللون ما يجري في القنيطرة بهذه الاستراتيجية التي تهدف إلى ترسيم خطوط حمراء مسبقة لأي ترتيبات قد تلي التغيير في سوريا.

وتعتبر تل أبيب أن امتلاكها لهيمنة جوية واستخباراتية راسخة جنوباً هو مفتاح التحكم في المشهد المقبل.

المشهد الدولي.. مراقبة بلا ضغوط

رغم الرفض الدولي لضم الجولان عام 1981، تتعامل القوى الكبرى مع الواقع القائم دون تحركات فاعلة، خصوصاً في ظل انشغال واشنطن وموسكو بملفات إقليمية ودولية متعددة.


لكن أي تغيير سياسي في دمشق قد يدفع لإعادة تقييم الملف السوري برمته، بما في ذلك مستقبل الجبهة الجنوبية.

 

توسيع القاعدتين العسكريتين في ريف القنيطرة خطوة تكشف: تهيئة إسرائيل لعهد ما بعد الأسد، استمرار الصراع كـ حرب باردة جنوب سوريا، رسوخ الجولان كـ جوهر الخلاف مهما تبدلت الأنظمة.

وبينما لا تزال صورة المستقبل في سوريا ضبابية، فإن إسرائيل تعمل على فرض معادلة أمنية لا يمكن تجاوزها في أي تسوية قادمة.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق