ذكرى حرب أكتوبر| قصة الطفل الذي هزم إسرائيل بالبيض.. من هو صالح عطية ويكيبيديا أصغر جاسوس في التاريخ؟ - بلس 48

الصباح العربي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سجل التاريخ المصري واحدة من أكثر القصص الاستخباراتية غرابة حين لعب طفل من أبناء سيناء دورًا محوريًا في اختراق الجيش الإسرائيلي بعد نكسة عام 1967، ذلك الطفل هو صالح عطية، الراعي الصغير الذي تحول من بائع بيض بسيط إلى أصغر جاسوس في تاريخ المخابرات المصرية.

نشأ صالح في منزل متواضع مع والديه قرب بئر مياه في عمق الأراضي السيناوية، وكان يعيش حياة بدوية بسيطة، يرعى الأغنام والدواجن ويقضي يومه بين الصحراء والمعسكرات القريبة، إلى أن لفت نشاطه وانتباهه السريع نظر الرائد كيلاني، الضابط الذي كلف من المخابرات المصرية بتجنيد والده الشيخ عطية للحصول على معلومات من داخل المعسكرات الإسرائيلية، لكن فكرة مختلفة طرأت على ذهن الضابط، إذ قرر تدريب الطفل نفسه بعدما لمس فيه حيوية وذكاء غير عاديين.

بدأ صالح يتلقى تدريبات خاصة على يد الرائد كيلاني عام 1969، فتعلّم طرق المراقبة وجمع المعلومات ونقلها دون إثارة الشبهات، ثم أُرسل إلى قلب المعسكرات الإسرائيلية في سيناء تحت غطاء بسيط، حيث تظاهر ببيع البيض للجنود الإسرائيليين، وأثناء تجواله اليومي داخل الثكنات راح يسجّل ملاحظاته عن عدد الجنود وأماكن تمركزهم وأنواع الأسلحة والمعدات، حتى أصبح جزءًا مألوفًا في محيطهم، ما أتاح له حرية الحركة التي استغلها بدقة لتنفيذ مهامه.

وخلال أشهر قليلة، تمكن الطفل الصغير من نقل خرائط تفصيلية للألغام التي أحاطت بالمعسكرات الإسرائيلية، كما حدد مواقع مولدات الكهرباء وخزانات المياه ومخازن الذخيرة، وهي معلومات بالغة الأهمية ساعدت المخابرات المصرية في إعداد عمليات نوعية لاحقة، ثم تلقى تدريبًا متقدمًا لزرع أجهزة تنصت داخل مقار القيادة الإسرائيلية، وتمكّن بنفسه من زرع 55 جهازًا ساعدت القاهرة في رصد ما يدور داخل وحدات القيادة بدقة كاملة.

وقبيل اندلاع حرب أكتوبر 1973 بشهر واحد، نقلت المخابرات المصرية صالح ووالده الشيخ عطية ووالدته مبروكة علم الدين إلى القاهرة حفاظًا على سلامتهم، وبعد الحرب نجحت القوات المصرية في تدمير المعسكرات الإسرائيلية التي كان صالح قد زوّدها بخرائطها ومواقعها، ليُكرَّم لاحقًا من الرئيس أنور السادات تقديرًا لدوره البطولي.

أكمل صالح عطية مسيرته التعليمية بعد الحرب، فالتحق بالكلية الحربية وتخرج عام 1977 ضابطًا في جهاز المخابرات المصرية، وجلس على المكتب نفسه الذي كان يشغله الرائد كيلاني أثناء فترة تدريبه وهو طفل، ليغدو بذلك شاهدًا حيًا على واحدة من أنجح العمليات السرية في تاريخ المخابرات المصرية، غير أن القدر أنهى حياته في ظروف غامضة عام 1999 عن عمر لم يتجاوز 46 عامًا، بعد أن ترك خلفه قصة لا يعرفها كثيرون عن الطفل الذي هزم إسرائيل بذكائه.

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق