تتجدد في السادس من أكتوبر من كل عام ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، التي أعادت لمصر كرامتها ورسخت معاني البطولة والفداء في وجدان الشعب المصري.

ومع حلول الذكرى الثانية والخمسين لهذا النصر العظيم عام 2025، تبقى قصص العبور والصمود خالدة في الذاكرة الوطنية، لتؤكد أن أثر أكتوبر لا يزول.

ورغم مرور أكثر من خمسة عقود على الحرب، ما زالت شهادات بعض الجنود والضباط الإسرائيليين تكشف عن حجم البطولات التي سطرها المقاتل المصري في ميادين القتال، وكيف تمكن من فرض سيطرته في المعارك وأسر العديد من الجنود بعد مقاومة عنيفة.

عوديد زامير مشغل لاسلكي في موقع "أوراكل بي"، يروي أنه بعد أكثر من 24 ساعة من القتال المتواصل ضد القوات المصرية، تقرر الانسحاب بعد تكبد خسائر كبيرة.

وأثناء التراجع، أصيبت دبابته بقذيفة "آر بي جي" وانقلبت خارج الطريق، في حين اشتعلت ناقلة الجنود، وحاول الانسحاب مع زملائه، لكن القوات المصرية كانت تحيط بهم من الجانبين، فاضطروا إلى الاستسلام.

إلياهو ألكرس، جندي احتياط في موقع "متسمد"، يقول إن موقعه تعرض لقصف شديد منذ بداية الحرب، وتم حصاره بالكامل بعد يوم واحد فقط، ورغم محاولاتهم المتكررة لصد الهجمات المصرية، فإن نقص الذخيرة والأسلحة أجبرهم على الاستسلام بعد أربعة أيام من القتال المتواصل.

عيران يعقوبي، قائد دبابة في الجبهة الجنوبية قرب عين موسى، يوضح أن القوات المصرية باغتت دباباتهم بهجوم جوي ومدفعي كثيف، وأن صواريخ الكوماندوز المصريين كانت تنهال عليهم من كل اتجاه، مما أدى إلى تدمير عدد كبير من الدبابات، وبعد إصابته إصابة بالغة وفقده البصر مؤقتًا، وقع في الأسر بعد نفاد الذخيرة.

رامي دورون، قائد فصيلة دبابات، يشير إلى أن وحدته واجهت قوة مصرية كبيرة مسلحة بصواريخ "ساجر" و"آر بي جي" ورغم مقاومتهم العنيفة، سقط عدد كبير من أفرادهم بين قتيل وجريح، وفي 13 أكتوبر 1973 صدرت لهم أوامر بالاستسلام بعد أن أصبح استمرار القتال مستحيل.

مناحم شموئيل، جندي مدرعات في الكتيبة 79، يتحدث عن كمين محكم نفذته القوات المصرية أثناء تحرك وحدته قرب القناة، حيث تم تدمير معظم الدبابات الإسرائيلية والسيطرة على الميدان بالكامل.

ويصف لحظة أسره قائلاً، كان المصريون يتقدمون بثبات، يسيطرون على الموقف، ويقبضون على من بقي حيًا.