صناديق الثروة السيادية الخليجية

شهد سوق صفقات الاندماج والاستحواذ العالمية انتعاشاً لافتاً منذ بداية العام، متخطياً حاجز 3.5 تريليون دولار.

ويُعزى هذا النمو بشكل رئيسي إلى الدور المحوري الذي تلعبه الصناديق السيادية ذات السيولة الضخمة، خصوصاً تلك القادمة من منطقة الشرق الأوسط وآسيا.

ووفقاً لبيانات "بلومبرغ"، ارتفع حجم صفقات الاندماج والاستحواذ بنسبة 34% هذا العام، مما يضع عام 2025 على المسار ليصبح الأفضل منذ عام 2021، مع تسجيل أكثر من 1.3 تريليون دولار من الصفقات في الربع الثالث وحده.

صفقات ضخمة بقيادة اللاعبين الخليجيين

تؤكد سلسلة من الصفقات الكبرى الأهمية المتزايدة لهذه الصناديق:

هولوجيك: أعلنت شركتا "بلاكستون" و"تي بي جي" عن اتفاق للاستحواذ على شركة الأجهزة الطبية "هولوجيك" مقابل ما يصل إلى 18.3 مليار دولار، بمشاركة كل من "جهاز أبوظبي للاستثمار" وصندوق "جي آي سي" السيادي السنغافوري كمستثمرين أقلية.

ألايند داتا سنترز: تعاونت "بلاك روك" مع شركة الذكاء الاصطناعي "إم جي إكس" التابعة لـ "مبادلة للاستثمار"، في صفقة بلغت قيمتها 40 مليار دولار للاستحواذ على "ألايند داتا سنترز".

وحدة طلاءات باسف: دخلت مجموعة "كارلايل" في شراكة مع "جهاز قطر للاستثمار" لشراء وحدة الطلاءات التابعة لشركة "باسف" في صفقة قدرت قيمتها بـ 8.9 مليار دولار.

إلكترونيك آرتس: وافق "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على شراء شركة ألعاب الفيديو "إلكترونيك آرتس" وتحويلها إلى شركة خاصة، في صفقة استحواذ بالرافعة المالية هي الأكبر من نوعها في التاريخ، بقيمة 55 مليار دولار.

استثمارات مكثفة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا

شهد قطاع التكنولوجيا نمواً استثنائياً في استثمارات هذه الصناديق، مدفوعاً بتركيزها على الذكاء الاصطناعي (AI):مبادلة وAI: استثمرت شركة "إم جي إكس"، المدعومة من حكومة أبوظبي ويُشرف عليها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) وفق تقييم بلغ 500 مليار دولار.

كما دعمت مشروع الذكاء الاصطناعي "xAI" الذي أسسه إيلون ماسك، وتخطط للمساهمة في مشروع "ستارغيت" الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

منافسو AI: ضخّ كل من "جي آي سي" السنغافوري و"جهاز قطر للاستثمار" أموالاً في شركة الذكاء الاصطناعي المنافسة "أنثروبيك" (Anthropic).

تكتيكات جديدة في وول ستريت

تسعى الصناديق السيادية لتوسيع فرقها الاستثمارية الداخلية لتنفيذ مزيد من الاستثمارات المباشرة، مما يتيح لها تحقيق أرباح أكبر دون دفع رسوم لبنوك وول ستريت.

وتُعد هذه الصناديق داعماً رئيسياً لصناديق الملكية الخاصة، حيث نجحت في الحصول على امتيازات تسمح لها بالمشاركة المباشرة في الصفقات إلى جانب تلك الصناديق، مقابل التمويل الذي توفره.

ويتوقع كبار المصرفيين في بنوك الاستثمار استمرار موجة الاستحواذات، إذ رجّح "غولدمان ساكس" تسارع النشاط بنهاية العام، مع احتمال أن يشهد عام 2026 رقماً قياسياً جديداً في سوق الاندماج والاستحواذ.

وتواصل الصناديق البحث عن فرص، حيث تدرس "مبادلة" الاستحواذ على شركة الإعلانات الخارجية "كلير تشانل أوتدوور هولدنغز".