توقعات متزايدة بخفض جديد للفائدة الأمريكية خلال أكتوبر

كشف مسح حديث أجرته وكالة رويترز، شمل آراء 117 خبيرًا اقتصاديًا، عن ترجيحات قوية بأن يُقدم مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي على خفض معدل الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقرر في 29 أكتوبر الجاري، وسط تصاعد المؤشرات على تباطؤ سوق العمل وتراجع الضغوط التضخمية.

وأظهر المسح أن 115 خبيرًا من بين المشاركين يتوقعون هذا الخفض، وهو ما يعكس تحوّلًا واضحًا في توجهات الأسواق والاقتصاديين، خاصة بعد خطوة الفدرالي بخفض الفائدة في سبتمبر الماضي للمرة الأولى خلال العام الجاري.

تحول في أولويات الفدرالي: مواجهة ضعف التوظيف قبل التضخم

بحسب التقرير، يبدو أن الاحتياطي الفدرالي الأمريكي منح أولوية لمخاطر تباطؤ سوق العمل على حساب القلق من استمرار ارتفاع التضخم، في إشارة إلى تغيير ملموس في السياسة النقدية بعد فترة طويلة من التشديد.

وقال الخبير الاقتصادي الأمريكي في بنك HSBC، ريان وانغ، إن “من العدل القول إن نحو نصف أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة يركزون على سوق العمل، بينما يهتم النصف الآخر بخطر التضخم”.

احتمال خفض إضافي في ديسمبر

وأظهر المسح الذي أُجري بين 15 و21 أكتوبر الجاري، أن نحو 71% من الخبراء المشاركين يرجحون خفضًا إضافيًا للفائدة خلال ديسمبر المقبل، ما يشير إلى توقعات متزايدة بمرونة نقدية أكبر من جانب البنك المركزي الأمريكي في نهاية العام.

كما توقع اثنان من المشاركين أن يقوم الفدرالي بخفض ربع نقطة مئوية هذا الشهر، يتبعها نصف نقطة مئوية أخرى في الاجتماع الختامي للعام، وهو السيناريو الأكثر جرأة في التقديرات المطروحة.

انقسام بشأن مستويات الفائدة حتى 2026

أما على المدى المتوسط، فقد أظهر المسح انقسامًا واسعًا في الرؤى حول المستوى الذي ستكون عليه معدلات الفائدة بنهاية عام 2026، حيث توزعت التقديرات بين 2.25 و2.5% من جهة، و3.75 و4% من جهة أخرى.

ويرى محللون أن هذا التباين يعكس ضبابية مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، خاصة في ظل التكهنات حول هوية خليفة جيروم باول بعد انتهاء ولايته في مايو المقبل، وهو ما قد يؤثر على توجهات الفدرالي خلال السنوات القادمة.