في وقت تواجه فيه العديد من العلامات التجارية الأمريكية صعوبات في الصين، أعلنت شركة رالف لورين عن خطط توسعية طموحة داخل هذا السوق الضخم، بعد أن نجحت في مضاعفة إيراداتها خلال السنوات الثلاث الماضية، مدعومة بزيادة عدد متاجرها من 150 إلى 250 متجرًا.

نمو يتجاوز التوقعات

الرئيس التنفيذي للشركة، باتريس لوفيت، كشف أن الشركة تتوقع تحقيق نمو في الإيرادات بنسبة تفوق 10% خلال الأعوام الثلاثة المقبلة في الصين، وهي نسبة تتفوق بمرتين على متوسط النمو الاقتصادي المتوقع في البلاد والبالغ 5%.

ورغم هذا الأداء اللافت، لا تزال الصين تمثل فقط 8% من إجمالي مبيعات رالف لورين، مما يشير إلى وجود مساحة كبيرة للنمو.

سوق واعدة بـ400 مليون أسرة

تشير تقديرات شركة ماكينزي إلى أن عدد أسر الطبقة المتوسطة في الصين سيصل إلى 400 مليون أسرة بحلول عام 2030، أي ما يعادل تقريباً عدد الأسر في الولايات المتحدة وأوروبا معاً، ما يعزز من فرص نمو الشركات العاملة في قطاع التجزئة الفاخرة مثل رالف لورين.

منافسون يترنحون في الصين

في المقابل، شهدت علامات أميركية أخرى تراجعًا ملحوظًا:

ستاربكس، التي تمتلك نحو 7600 فرع في الصين، تراجعت حصتها السوقية من 42% إلى النصف.

نايكي سجلت انخفاضًا في الإيرادات بنسبة 13% في الصين خلال عام واحد.

إستي لودر خفضت توقعاتها المالية بسبب تباطؤ السوق الصيني.

مبيعات أبل تراجعت بنسبة 8% داخل البلاد، على عكس الأسواق الأميركية التي شهدت نمواً.

كيف نجحت رالف لورين في التفوق؟

ما يميز استراتيجية رالف لورين هو احترامها للثقافة الآسيوية وتجنبها التوسع المفرط. اعتمدت الشركة على تقديم عروض أزياء محلية بمشاركة مشاهير من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وابتعدت عن سياسة التخفيضات الكبيرة أو الغزو الفوضوي للأسواق.

والنتيجة؟ عوائدها من السوق الصينية تتفوق بنسبة 50-60% عن متوسط عائداتها في أميركا الشمالية، ما يعكس نجاحها في إدارة الانتشار بشكل مدروس وفعّال.

تحديات قائمة ولكن الشركة صامدة

رغم هذا النجاح، تبقى هناك تحديات تواجه رالف لورين، مثل:

تباطؤ إنفاق المستهلك الصيني.

خطر تصعيد الحروب التجارية وفرض الرسوم.

منافسة البضائع المحلية الأرخص سعراً.

ومع ذلك، تبدو العلامة الأميركية في موقع قوي، حيث تراهن على أن النمو المستدام أكثر جدوى من الانتشار السريع.