أكدت مسؤولة بريطانية أن المملكة العربية السعودية قادرة على إحداث تحوّل جذري في سدّ فجوة الطهي النظيف، في ظل اعتماد 2.1 مليار شخص حول العالم على أنواع الوقود الملوثة.
وأكدت الممثلة الخاصة للمملكة المتحدة لشؤون المناخ، راشيل كايت، أن لندن والرياض قطعتا شوطًا كبيرًا في تعزيز الشراكة الإستراتيجية المرتبطة بتقنيات البيئة والمناخ.
وأوضحت المسؤولة البريطانية -في تصريحات اطلّعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن شهر فبراير/شباط الماضي شهدَ علامة فارقة بتوقيع مذكرة تفاهم لدعم التعاون بين البلدين لتوفير حلول الطهي النظيف للبلدان النامية، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء.
وشددت على أن لندن ترى في الرياض شريكًا أساسيًا في جهود مواجهة التغيرات المناخية، نظرًا لاستثماراتها الكبيرة في حلول الطاقة النظيفة وفي بناء القدرة على التكيف، سواء على المستوى المحلي في السعودية، أو على الصعيد العالمي.
وشهدت العلاقات بين السعودية وبريطانيا نقلة نوعية في التعاون بمجالات البيئة والطاقة النظيفة، إذ يتجاوز حجم التجارة الثنائية بين البلدين 16 مليار جنيه إسترليني (21.41 مليار دولار)، إذ أطلق البلَدان شراكات جديدة بقيمة تزيد على 1.2 مليار جنيه إسترليني (1.61 مليار دولار) في مجال الطاقة النظيفة وحدها.
الطهي النظيف
سلّطت الممثلة الخاصة لشؤون المناخ الضوء على مبادرة "فوروارد 7" السعودية، التي تتمتع بالقدرة على إحداث تحوّل جذري في سدّ فجوة الطهي النظيف، حسبما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.
وأوضحت أن المبادرة تسهم في تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، الذي يستهدف ضمان حصول الجميع على طاقة حديثة وموثوقة ومستدامة.

وتتبنّى "فوروارد 7" تنفيذ عدّة مبادرات، وتشمل: مبادرة تمكين أفريقيا التي تقدّم حلولًا متكاملة تشمل الطاقة المتجددة، والاتصال، والصحة، والطهي، والتعليم الإلكتروني.
وتعمل المبادرة على مواءمة مواصفات أدوات الطهي النظيف في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بالتعاون مع منظمة التقييس الأفريقية (ARSO) لتسريع توفير حلول طهي آمنة ومستدامة.
ودعمت "فوروارد 7" آلاف الأسر في كل من رواندا ونيجيريا في الانتقال إلى الطهي باستعمال غاز النفط المسال (LPG).
كان برنامج استدامة الطلب على البترول، قد أطلق في أكتوبر/تشرين الثاني من عام 2023، مبادرة "تمكين أفريقيا"، لتوفير حلول الطاقة النظيفة والاتصال والصحة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني، ما يُمثل خطوة مهمة في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين حياة الملايين في جميع أنحاء أفريقيا.
وبموجب المبادرة، يُقدم البرنامج، بالتعاون مع وزارتي الاتصالات وتقنية المعلومات والصحة، تمويلًا لمواقد الطهي الكهربائية، بالإضافة إلى حلول الاتصال الأساسية، ومنصات التعليم الإلكتروني، وخدمات الصحة الإلكترونية للمناطق الريفية في أفريقيا.
وتُبنى مبادرة "تمكين أفريقيا" على نظيرتها حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء التي أُطلِقَت عام 2021، ضمن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي أطلقها ويدعمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
الطاقة النظيفة
شددت راشيل كايت على التزام حكومة المملكة المتحدة، التي التزمت بقيادة جهود المناخ، بالعمل على توسيع الشراكات وتعميقها في مجال الطاقة النظيفة والتصدي لتغير المناخ.
وأكدت أن فرص النمو النظيف بين بريطانيا والسعودية هائلة، مشيرةً إلى أن الشركات البريطانية تُدرك الإمكانات الكبيرة في السعودية، بينما يستفيد المستثمرون السعوديون من اقتصاد المملكة المتحدة الذي ينمو أسرع بـ3 مرات.
وأشارت كايت إلى أن التزام السعودية باستثمار 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي في البحث والتطوير بحلول عام 2040 يفتح آفاقًا واعدة للجامعات والشركات البريطانية للتعاون في مجال الابتكار المناخي، مما يُترجم الأولويات المشتركة إلى تأثير حقيقي على أرض الواقع.
وأكدت راشيل كايت أنّ تغير المناخ يُعدّ أحد التحديات الحاسمة في العصر الحديث، لما له من عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية بعيدة المدى.
وأوضحت أن المجتمعات في كل مكان تشعر بتأثيره، بدءًا من ارتفاع درجات الحرارة والطقس المتطرف، وصولًا إلى فقدان التنوع البيولوجي وانعدام الأمن المائي.
وقالت المبعوثة الخاصة للمملكة المتحدة لشؤون المناخ، إنه لا توجد دولة بمنأى عن هذه التأثيرات، إذ إن الحر الشديد يعدّ أحد أكثر التهديدات إلحاحًا، وهي قضية تهتم بها اهتمامًا بالغًا، خصوصًا أن فصول الصيف الأخيرة حطمت الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة والهند والشرق الأوسط.
وحذّرت من أن الحرارة تُعدّ الآن السبب الرئيس للوفيات المرتبطة بالمناخ في أوروبا وحدها، إذ يُقدّر عدد الوفيات بـ175 ألف شخص سنويًا، مؤكدةً أن هذه الأحداث تؤكد ضرورة التحرك العاجل وحماية الفئات السكانية الضعيفة.
وأكدت أن العالم يتجه نحو إيجاد حلول لهذه الأزمة، من خلال العمل على الطاقة النظيفة وتعزيز المرونة، لأن الدول تدرك أن ذلك يصبّ في مصلحتها الوطنية.
وأشارت إلى أن الانخفاض السريع في التكاليف يدفع إلى نشر الطاقة النظيفة عالميًا، إذ يتبنّاها الجميع طريقًا لتحقيق أمن الطاقة وتوفير الوظائف الجيدة وتحقيق النمو.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق