هربا من الديون .. حكاية شاب أنهى حياته قفزًا من أعلى جبل المقطم - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت منطقة جبل المقطم بالقاهرة، مساء اليوم، واقعة مأساوية، بعدما أنهى شاب يبلغ من العمر 36 عامًا حياته بالقفز من أعلى الجبل، في حادث صادم أثار حالة من الحزن بين الأهالي، بعدما تبين أن الضحية أقدم على الانتحار هربًا من تراكم الديون التي عجز عن سدادها.

 

تفاصيل الواقعة

تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا يفيد بقيام شخص بإلقاء نفسه من أعلى جبل المقطم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، حيث تم العثور على جثمان الشاب مفارقًا الحياة متأثرًا بإصاباته البالغة.

وبالفحص والمعاينة، تبين أن الشاب من محافظة المنيا ويبلغ من العمر 36 عامًا، وكان يمر بظروف مالية صعبة نتيجة تراكم الديون التي لم يتمكن من سدادها، ما دفعه إلى اتخاذ قرار مأساوي بإنهاء حياته.

التحقيقات الأولية

نُقلت الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة، كما كلفت فريق المباحث بجمع التحريات حول الواقعة وظروفها، وسماع أقوال ذوي الضحية.

وأشارت التحريات الأولية إلى أن الشاب كان يعاني من ضغوط نفسية شديدة في الفترة الأخيرة، وتجنب التواصل مع أصدقائه وأقاربه قبل الحادث بأيام قليلة.


الانتحار.. صرخة استغاثة صامتة

تزايدت خلال السنوات الأخيرة حوادث الانتحار بين فئات عمرية مختلفة في مصر والعالم العربي، في ظاهرة مقلقة تُنذر بخطر نفسي واجتماعي كبير يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية والمؤسسات التربوية والدينية والإعلامية.

فكل واقعة انتحار ليست مجرد خبر مأساوي، بل صرخة استغاثة صامتة من إنسان فقد الأمل في النجاة، وتحتاج إلى أن تُفهم كنداء إنساني قبل أن تكون حادثة جنائية.

أسباب متعددة.. وضغوط خانقة

تشير دراسات علم النفس والاجتماع إلى أن أسباب الانتحار تتنوع بين الأزمات الاقتصادية، والتفكك الأسري، والبطالة، والضغوط النفسية الناتجة عن العزلة أو فقدان الثقة بالنفس.

وفي كثير من الحالات، يكون المنتحر شخصًا يمر بحالة اكتئاب حاد أو اضطراب نفسي لم يُعالج بالشكل الصحيح، أو يشعر بالعجز أمام تراكم الأعباء المادية والمعنوية.

كما تُظهر الوقائع الأخيرة أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا خطيرًا في تعزيز مشاعر المقارنة والإحباط لدى الشباب، مما يجعل البعض يرى في الانتحار مخرجًا من اليأس.

التحذير الديني والمجتمعي

حذرت دار الإفتاء المصرية مرارًا من خطورة الإقدام على الانتحار، مؤكدة أنه جريمة في حق النفس التي حرّم الله قتلها، ودعت إلى احتواء المضطربين نفسيًا بدلًا من الحكم عليهم.

كما شددت مؤسسات الدولة على ضرورة تعزيز الدعم النفسي داخل المدارس والجامعات وأماكن العمل، وتكثيف برامج التوعية الإعلامية التي تفتح المجال للحوار حول الصحة النفسية بعيدًا عن الوصم والإنكار.

دور الأسرة والمجتمع

يلعب دور الأسرة والمحيط الاجتماعي دورًا محوريًا في الوقاية من الانتحار عبر الاحتواء والتواصل والتفهم، لا سيما مع الشباب الذين يمرون بأزمات مالية أو عاطفية.

فالمساندة والإنصات يمكن أن تكون الفرق بين الحياة والموت، إذ يؤكد الخبراء أن معظم من يفكرون في الانتحار يبحثون عن مخرج وليس عن نهاية.

تؤكد الجهات الرسمية أن الانتحار ليس حلاً لأي أزمة، وأن هناك خطوط دعم نفسية متاحة مجانًا يمكن التواصل معها عبر وزارة الصحة والمؤسسات الخيرية.

ويجب أن يتحول التحذير من الانتحار إلى ثقافة مجتمعية دائمة، تزرع الوعي وتفتح الأبواب أمام كل من يعاني بصمت، قبل أن تتحول المعاناة إلى مأساة جديدة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق