04:08 م - الأحد 19 أكتوبر 2025

0

شهدت الأسواق المصرية خلال الأسبوع الماضي ارتفاعًا تاريخيًا في أسعار الذهب، مدفوعة بتزايد الطلب المحلي وتنامي المخاوف العالمية من تباطؤ الاقتصاد الدولي وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. جاءت هذه القفزة في الأسعار لتسجل نحو 8% ارتفاعًا خلال أسبوع واحد، وهو ما يعكس موجة شراء قوية من قبل الأفراد والمستثمرين الباحثين عن الملاذات الآمنة وسط حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي التي تسود الأسواق العالمية.

على الصعيد العالمي، واصلت الأونصة الذهبية صعودها القوي مسجلة مكاسب بنسبة تقارب 6%، إذ ارتفعت من مستوى 4017 دولارًا إلى ذروة تاريخية بلغت 4380 دولارًا، قبل أن تستقر في نهاية التعاملات عند حدود 4254 دولارًا للأونصة، في ظل تزايد الطلب الاستثماري على الذهب بعد تراجع الثقة في العملات الرئيسية والأسواق المالية.

أما في السوق المحلية، فقد حقق غرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في مصر، قفزة كبيرة ليصل إلى 5850 جنيهًا كأعلى مستوى في تاريخه، مقارنةً بـ 5400 جنيه في بداية الأسبوع، قبل أن يغلق التداولات عند مستوى 5750 جنيهًا. كما سجل عيار 24 نحو 6571 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 4929 جنيهًا، بينما بلغ عيار 14 نحو 3834 جنيهًا، في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى حدود 46 ألف جنيه.

ورغم المكاسب القياسية، شهدت الأسعار تراجعًا طفيفًا في نهاية الأسبوع بلغ نحو 80 جنيهًا للغرام، إذ انخفض عيار 21 من 5820 إلى 5740 جنيهًا خلال تعاملات الجمعة، نتيجة عمليات جني أرباح طبيعية بعد الارتفاعات المتتالية.

ويُلاحظ أن الاتجاه العام للذهب لا يزال صاعدًا منذ بداية العام، حيث سجل المعدن الأصفر ارتفاعًا محليًا بنحو 54% وعالميًا بنسبة 62%، مدعومًا بعدة عوامل رئيسية أبرزها:

استمرار التقلبات في السياسات النقدية الأميركية وتلميحات الاحتياطي الفيدرالي بالانتقال نحو سياسات أقل تشددًا.

تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، مما يعزز الإقبال على الذهب كأداة للتحوط.

ضعف أداء بعض العملات الرئيسية أمام الدولار، وزيادة الطلب المؤسسي على الأصول الآمنة.

وتعكس هذه التطورات مرحلة جديدة من إعادة تموضع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، مع ترقب الأسواق لاتجاهات السياسة النقدية العالمية خلال الربع الأخير من العام، ما يجعل الذهب أحد أبرز المستفيدين من حالة الترقب والاضطراب الاقتصادي الدولي.