قصة بناء كنيسة العذراء بالزيتون من رؤيا إلى واقع - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كنيسة العذراء بالزيتون.. كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون تحتفل بمرور مئة عام على تأسيسها وتدشينها، من خلال احتفالية كبرى يشهدها قداسة البابا تواضروس الثاني، إلى جانب عدد من المطارنة والأساقفة وكوكبة من الشخصيات العامة.

كنيسة العذراء بالزيتون

كنيسة العذراء بالزيتون

قصة كنيسة العذراء بالزيتون

تعود جذور بناء كنيسة العذراء بالزيتون لعام 1918، حين راود أحد المؤمنين رؤيا تدعو لبناء بيت للسيدة العذراء في هذا الموقع المبارك. وبعد سنوات من الجهد والعمل، اكتمل تشييد البناء في عام 1924، وتم افتتاح الكنيسة رسميًا في 29 يونيو 1925، بإشراف المصمم الإيطالي ليموفيلي، المعروف أيضًا بلقب ليمون جليلي.

استُلهم تصميم كنيسة العذراء بالزيتون من الطراز البيزنطي المستوحى أساسًا من كنيسة آيا صوفيا في إسطنبول وحوت قبة رئيسة محاطة بقباب صغيرة، ما أضفى عليها مزيجًا رائعًا يجمع بين عظمة المعمار وأصالة الروحانية.

الكنيسة، التي تقع في شارع طومانباي بحي الزيتون في القاهرة، تميزت بأنها باتت مع مرور الزمن واحدة من أشهر المعالم الدينية التي تمثل الروحانية الأبدية والتاريخ العريق في مصر.

البابا تواضروس الثاني

البابا تواضروس الثاني

**حصاد حضور السماء: الظهور المريمي**

في أمسية الثاني من أبريل عام 1968، شهدت القاهرة واحدة من أبرز الأحداث الروحية في تاريخها. ظهر تجلي للسيدة العذراء مريم فوق قباب كنيسة العذراء بالزيتون ، حيث بدت متألقة بنور سماوي، تتحرك وسط هالة مشعة، أحيانًا بجسد كامل وأحيانًا الآخر بشكل جزئي، يحيط بها الضوء والحمام الأبيض الذي حلق بهدوء في المشهد.

بدأ الحدث عندما لاحظ عمال مرآب النقل العام المقابل للكنيسة ما يحدث. في البداية اعتقدوا بوجود فتاة تحاول الانتحار، لكن سرعان ما أدركوا أنه تجلٍ سماوي غير مألوف. شكل البابا كيرلس السادس لجنة كنسية لتقصي الحقائق حول الظاهرة، فتوصلت اللجنة إلى توثيقها الرسمي بعد التأكد من صدقيتها المتكرر أمام آلاف الشهود من مختلف الأطياف والطوائف.

منذ ذلك اليوم، أصبحت الكنيسة تُعرف باسم “كنيسة الظهور”، وتُقام ذكرى هذا الحدث الفريد كل عام في 24 برمهات، حيث تحول المشهد إلى نقطة جذب عالمي أذهلت الجميع.

كنيسة العذراء مريم الزيتون

كنيسة العذراء بالزيتون

**كنيسة العذراء بالزيتون مزار عالمي يتخطى الحدود**

بعد الظهور التاريخي، صارت كنيسة العذراء بالزيتون مزارًا روحانيًا كبيرًا يقصده المؤمنون من مصر وشتى بلدان العالم. الزائرون لا ينتمون للطائفة القبطية فقط، بل تتنوع خلفياتهم بين مسلمين وأجانب يبحثون عن معنى روحاني آسر بين جدران الكنيسة التي شهدت معجزة تُخلد إلى اليوم.

واصلت الكنيسة على مدار عقود حمل رسالتها الروحية والاجتماعية، حيث أصبحت جسرًا للتواصل بين الكنيسة والمجتمع المصري. كما هيأ المكان وخلق واحة للسكينة والسلام تلهم زائريها وسط ضجيج العالم الحديث.

في بادرة للحفاظ على إرث الكنيسة وحفظ ذكريات الظهور، أُطلق موقع إلكتروني موثق يقدم التاريخ والمعلومات للأجيال الجديدة ليتواصلوا مع إرث المكان العظيم.

**معمارية تمزج بين الفن والقداسة**

من الخارج، تخطف قباب الكنيسة المصنوعة من النحاس الأنظار بتلألؤها تحت أشعة الشمس، بينما يزخر الداخل بزخارف أيقونات نادرة تجسد مراحل حياة السيدة العذراء. تجمع الهندسة بين أصالة الطراز البيزنطي وبعض الملامح المصرية الحديثة، مما أكسب الكنيسة موقعًا مميزًا كتحفة فنية ومعمارية وسط القاهرة.

ومؤخرًا خضعت الكنيسة لمشروعات ترميم وتجديد واسعة للحفاظ على رونقها وأصالتها استعدادًا للاحتفال بمئويتها التاريخية، التي تعد مرحلة تاريخية فاصلة للكنيسة القبطية ودورها العريق.

ذكرى تأسيس كنيسة العذراء بالزيتون

ذكرى تأسيس كنيسة العذراء بالزيتون

**مئوية ترتوي بالإيمان**

يأتي يوم 18 أكتوبر 2025 ليحمل الاحتفال بمئة عام على تأسيس كنيسة أصبحت رمزًا للإيمان وعلامة فارقة في تاريخ المعجزات والشهادة الحية للروح القبطية الجذورة في أرض مصر. بدأت بحلم بسيط وانتهت كواجهة روحية تُترجم العلاقة بين السماء والأرض وسط الأعين العالمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق