تواجه صناعة النفط والغاز بعض التحديات والمخاطر، من بينها حوادث التسرب النفطي، خلال عمليات نقل الشحنات، وتُعدّ الانسكابات البحرية الأشد وطأة من بين مثل هذه الحوادث.
وتتسبّب التسربات في تداعيات بيئية هائلة حسب اتساع رقعتها ومدى القدرة على السيطرة عليها، كما أنها تضر بالحياة البحرية.
ويشرح مسؤول إقليمي لشركة "أو إس آر إل OSRL" العالمية المعنية بالاستجابة لحوادث التسرب، مراحل التعامل مع الانسكاب النفطي والمعدات المستعملة لحصاره، خلال تصريحات له في مقابلة تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
واستعانت بعض شركات الطاقة الخليجية بالشركة التعاونية (المعتمدة في استثماراتها على تمويل الأعضاء مع توجيه العائدات للتطوير وليس الأرباح)، لحماية صادراتها وتعزيز جاهزيتها لمواجهة أي سيناريو تسرب محتمل.
كيفية السيطرة على التسرب النفطي
استعرض مدير لشركة "أو إس آر إل" في الشرق الأوسط، ريس جنكنز، محاور رئيسة تتعلق بكيفية السيطرة على التسرب النفطي، كالتالي:
أولًا: مستوى الاستجابة للتسرب
تتبنّى شركة "أو إس آر إل" 3 مستويات في حالات تسرب النفط خلال نقل الشحنات بحرًا:
1) الاعتماد على موارد موقع التسرب (في الحالات البسيطة).
2) طلب الدعم من موارد الدولة في الحالات الأشد صعوبة.
3) تدخل الشركة في حوادث التسرب واسع النطاق، وفشل موارد الموقع والدولة في السيطرة عليه.
وفي بعض الأحيان يتطلّب الحادث دمج المستويين الأول والثاني، ويبقى الدعم المتخصص الذي تقدمه الشركة متعلقًا بالأحداث ذات التداعيات.

ثانيًا: طبيعة الخدمات
تقدم "أو إس آر إل" دعمها من خلال:
1) الأفراد: إذ تملك فريقًا مؤهلًا يضم: علماء بيئة ومهندسين، سبق أن خضعوا لتدريبات واختبارات دفعتهم إلى التدرج في وظائفهم.
2) المعدات: يضم أسطول الشركة معدات قابلة للعمل برًا وبحرًا، على جميع مستويات العمق المائي (شبه الغاطسة، والغاطسة)، بالإضافة إلى أدوات أخرى مثل: كاسحات الطبقة النفطية، والمضخات، والخزانات، والرافعات.
3) التقنيات: خلال محاولة الشركة السيطرة على التسرب النفطي قد تلجأ إلى بعض التقنيات، مثل:
- المشتتات (مواد كيميائية تفتت النفط إلى جزيئات صغيرة وتقسيم كتلتها الطافية على سطح الماء).
- الطائرات دون طيار (المُسيّرات) لرصد مساحة التسرب ومدى انتشاره، وتحليل بياناته، وإجراء مسوحات مراقبة.
- التجميع الكيميائي: من خلال إضافة مواد تعمل على خفض توتر سطح المياه، لجذب قطرات النفط الخفيفة المتباعدة إلى كتلة واحدة يسهل التعامل معها.
4) الدعم والخدمات: في حال عدم تدخل الشركة بصفة مباشرة في السيطرة على التسرب، قد يُطلب منها تقديم: خطط الطوارئ، والتدريب، ورسم خرائط التسرب، وبعض الأدوات والمعدات العاملة عن بُعد.

التحكم في النفايات
تؤدي المشتتات (إحدى التقنيات السابق ذكرها والمستعملة لمحاصرة التسرب) دورًا بالتحكم في النفايات الناجمة.
ويتم ذلك من خلال فصلها جزيئات النفط إلى قطرات صغيرة يمكن أن تتحلل بالبكتيريا، وبذلك تحمي التقنية سطح البحر والجزء القريب من الشاطئ من آثار تعرضها لكتل كبيرة من الخام، وينعكس ذلك إيجابًا على الحياة البرية أيضًا.
ولفتت الشركة إلى ضرورة الاستناد إلى تحليل متخصص يحدد معايير استعمال المشتتات، وكمياتها المطلوبة، وفق تفاصيل المقابلة الواردة في صحيفة إنرجي يير.
وفي هذه الحالة، يمكن القول إن المشتتات تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، إذ تفتت الجزيئات النفطية الكبيرة إلى أجزاء أصغر قابلة للتحلل، وتحمي الشاطئ من وصول آثار التسرب، لأن في هذه الحالة تزداد الخطورة أضعافًا.
وتلتزم الشركة أيضًا بالنظر إلى عوامل الطقس المصاحبة لوقت حدوث التسرب، إذ يساعد ذلك في تحديد السبب في التسرب (عطل فني، أو خطأ بشري، أو حركة الرياح أو تيارات المياه).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق