"الأمن" يعرض بالجديدة مساهمة الخيالة في تثمين الفروسية وحفظ النظام - بلس 48

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

على غرار الدورات الماضية، تحضر المديرية العامة للأمن الوطني، عبر قسم الخيالة، التابع لمديرية الأمن العمومي، ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس بالجديدة، المقامة بمركز المعارض محمد السادس، حيث يستقطب رواقها العديد من الزائرين من مختلف الفئات العمرية، الراغبين في الإطلاع أكثر على تفاصيل تسخير القوات الأمنية للخيول في حفظ السلام والنظام العام، وتثمين الفروسية كجزء من التراث المغربي.

يسخّر القسم طاقما من المنتسبين إليه، الذين لا يدخرون جهدا في تقديم الشروح والإجابة عن استفسارات المواطنين من شباب وشيوخ وناشئة حول مهام شرطة الخيالة وأنواع الأحصنة التي تستخدمها والتكوينات والتداريب التي تجريها. وبين هذا وذاك يسلطون الضوء على مساهمتها في صون تراث الفروسية المغربية، سواء لناحية استخدام الحصان العربي البربري أو توظيف أزياء وأسرجة مطرزة تؤشر إلى الأصالة المغربية، فضلا عن تميزها الرياضي في القفز على الحواجز وترويض الخيول.

تقدم هذه الشروح بالاستعانة بشاشة تفاعلية تعرض صورا حقيقية مرفقة بمعلومات تفصيلية. وداخل الرواق نفسه، تعرض المديرية العامة للأمن الوطني أزياء شرطة الخيالة، فضلا عن مجموعة من الجوائز التي حصدتها في إطار الرياضتين سالفتي الذكر.

وفضلا عن تغذية فضول الناشئة، وتنوير مدارك الشباب الراغبين في ولوج المهنة، فإن الرواق يحرص على تقاسم الخبرات والتجارب مع الوفود الأجنبية، خاصة من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

في الاستماع

محمد الكطابي، ضابط أمن ممتاز ينتمي لقسم شرطة الخيالة بمديرية الأمن العمومي، أكد أن “القسم يبصم على حضور دائم بالمعرض، حيث يمثل المديرية العامة للأمن الوطني”، مضيفا: “نحرص في هذا الرواق على توفير شروح مستفيضة في هذا التخصص لفائدة جميع الزوار الذين لديهم رغبة في الإلمام بالمجال”.

وأضاف الكطابي في تصريح لهسبريس: “معلوم أن المواطن المغربي دائم التعطش للاستكشاف أكثر في مجال الخيل، بحكم مركزية وأصالته الفرس في التراث والثقافة المغربيين”.

وتشارك “الخيالة” كذلك على مستوى حلبتي الاستعراضات “أ” و”ب”. وقال ضابط الأمن الممتاز ذاته إن الحلبة الأولى “تشمل عروضا طيبة تقدمها فرقة خاصة باستعمال الخيول الإسبانية الأندلسية”، موضحا أن “الحلبة ‘ب’ تقدّم فيها عروض من قبل مستعملي الخيول من نوعي ‘الفريزي’ و’هولندي'”.

وأضاف: “هذه السنة كانت استثنائية، حيث حاولنا المزج ما بين الفرس والدراجات رباعية الدفع”، موردا أن ذلك يحدث أول مرة بمعرض الفرس بالجديدة.

وتتعدد أنواع الأحصنة التي تستخدمها شرطة الخيالة؛ إذ يتم توظيف الخيول البربرية العربية في الدوريات، و”الفريزية” لتقديم الدعم ومختلف التدخلات، وتخصص “الهولندية” لرياضة القفز على الحواجز، أساسا للفرقة الرياضية التي تشارك في المسابقات. أما الخيول الأندلسية فيعتمد عليها في الاستعراضات بالمهرجانات وغيرها، وفي رياضة الترويض.

تثمين للفروسية

وقال محمد الكطابي إن “الاستعراضات التي قُدّمت خلال المعرض كانت بادرة طيبة نحاول من خلالها أن نبيّن أن الفرس يحتاج فقط العناية والصبر، والنتيجة دائما تكون حسنة؛ بحيث يستجيب ويتعلم”، وأضاف: “هو طوع البنان إذا وجد عناية بجد وبإخلاص”.

وشدد على أن القسم يقوم “بترويض الخيول وتأهيلها نظرا لأن إدماج الفرس في المنظومة الأمنية الوطنية غرضه ضمان راحة الشرطي وتأديته لمهامه بجد وتفان”، ولذلك “لا بد أن تكون فرسه طوع بنانه ومروضة جيدا”.

ويتكون القسم من أربعة مصالح، مكملة لبعضها البعض، هي: مصلحة التكوين، ومصلحة تدبير الموارد، ومصلحة التطبيب البيطري، ومصحلة الدعم المركزي والتتبع الميداني، ثم رياضة الفروسية؛ ما يرسخ مكانة المديرية العامة للأمن الوطني كمساهم رسمي في تثمين الفروسية المغربية.

هيكلة متكاملة

أوضح الكطابي أن “مصلحة الدعم المركزي والتتبع الميداني تتولى تأطير الفرق الجهوية، حيث يتوفر القسم على 15 فرقة منها، متمركزة بـ15 مدينة على مستوى ربوع المملكة”، مبرزا أنها “تتتبعهم من خلال الإمداد بالوسائل اللوجيستكية، والأحصنة، والعناصر البشرية الجديدة”.

كما أنها “تتوفّر على فرقة الدعم المركزي، التي يتم توجيهها للمؤازرة عند الأحداث الكبرى والتظاهرات الفنية والرياضية”.

وبالنسبة لمصلحة التدريب والتكوين، “فهي تسهر على الفرسان الجدد، الذين يتم استقطابهم بعد اجتيازهم التدريب الأساسي في أحد المدارس التابعة للمعهد الملكي للشرطة، ذكورا وإناثا، حسب الحاجة”. وزاد الكطابي: “يجرون تدريبات في مجال الخيالة، نظرية وتطبيقية، وبعد ذلك إما أن يلتحقوا بإحدى المصالح التابعة للقسم أو بالفرق الجهوية، حسب استجابة كل فارس في المجال”.

ويهتم القسم من خلال موراده البشرية بحفظ صحة الخيول ومواكبتها الدائمة؛ إذ تقدم “مصلحة التطبيب البيطري خدمة جليلة في المجال، فهي تعنى بحصة الخيل وتغذيتها وكل ما يخص العناية بها”، يقول ضابط الأمن الممتاز سالف الذكر.

وأوضح محمد الكطابي أن “مصلحة رياضة الفروسية تنقسم إلى مصلحة القفز على الحواجز وأخرى خاصة بترويض الخيول. وهنا يشار إلى أن فرسان القسم يتمكنون، كل سنة، من الحصول على مجموعة من الجوائز في كلتا الرياضتين”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق