أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء  السبت، عن نيته الترشح مجددًا لرئاسة الوزراء في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في نوفمبر عام 2026، مؤكداً بذلك استمراره في المشهد السياسي رغم الانتقادات الواسعة التي يواجهها داخليًا وخارجيًا.
وجاء إعلان نتنياهو خلال مقابلة تلفزيونية على القناة الإسرائيلية الرابعة عشرة، حيث رد بإيجاب على سؤال المذيع حول نيته خوض الانتخابات المقبلة قائلاً: «نعم، سأترشح لرئاسة الوزراء».

أطول فترة حكم في تاريخ إسرائيل

يُعدّ بنيامين نتنياهو أطول من تولى رئاسة الحكومة في تاريخ إسرائيل، إذ قاد البلاد لأكثر من 18 عامًا منذ توليه المنصب لأول مرة عام 1996، ولكن على فترات متقطعة.
وخلال مسيرته السياسية الطويلة، تمكن زعيم حزب الليكود من ترسيخ مكانته كأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في إسرائيل، حيث قاد البلاد في مراحل حاسمة شملت حروبًا وأزمات سياسية واقتصادية متكررة.

سياق سياسي متوتر وانتقادات داخلية

يأتي إعلان نتنياهو في وقتٍ يشهد فيه المشهد الإسرائيلي انقسامات داخلية حادة، لا سيما بسبب إدارة حكومته للحرب الدائرة في قطاع غزة، والاتهامات الموجهة إليه بالفشل في تحقيق أهداف العملية العسكرية.
وتواجه حكومة نتنياهو انتقادات من بعض قيادات الجيش والسياسيين، إضافة إلى مظاهرات داخلية متصاعدة تطالبه بالاستقالة وتحميله مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.

تحديات انتخابية وانتظار مستقبل غامض

يرى مراقبون أن ترشح نتنياهو مجددًا قد يشعل المنافسة السياسية في إسرائيل، خاصة في ظل تراجع شعبيته حسب استطلاعات الرأي الأخيرة. كما يُتوقع أن يواجه معارضة قوية من أحزاب الوسط واليسار، فضلاً عن بعض القيادات داخل اليمين نفسه.
ويشير محللون إلى أن نتنياهو يسعى من خلال هذا الإعلان إلى إعادة تثبيت حضوره السياسي وإرسال رسالة لأنصاره بأنه ما زال قادراً على قيادة البلاد في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة.

مستقبل المشهد السياسي في إسرائيل

مع اقتراب الانتخابات المقبلة، يبدو أن إسرائيل تتجه نحو معركة سياسية محتدمة قد تحدد ملامح المرحلة القادمة في البلاد. فبين من يرى في نتنياهو رمزًا للقوة والاستقرار، ومن يحمّله مسؤولية الأزمات، ستبقى 2026 محطة مفصلية في تاريخ السياسة الإسرائيلية.