تغير المناخ يهدد كوكب الأرض.. هل تنقذه بقرة؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تمنح الأبقار المعدلة وراثيًا بصيص أمل في حل معضلة تغير المناخ التي ما زالت تؤرّق العلماء بسبب تداعياتها الكارثية على كوكب الأرض بوجه عام.

وتتحدى طبيبة بيطرية بريطانية القول السائد بأن الماشية غالبًا ما تكون جزءًا من مشكلة التغيرات المناخية، مشيرة إلى الفوائد البيئية الناتجة عن الأبقار المولودة بتقنية التلقيح الصناعي، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت الطبيبة البيطرية إيما ستيوارت، إن الأبقار الملقحة صناعيًا لديها القدرة على خفض انبعاثات غاز الميثان بصورة كبيرة؛ الأمر الذي ينعكس إيجابًا على خفض درجة حرارة كوكب الأرض.

والميثان أحد غازات الدفيئة، وهو المسبب الرئيس للاحترار العالمي، ويفوق غاز ثاني أكسيد الكربون في تأثيره برفع حرارة الكوكب.

ويُنتَج الميثان بكمياتٍ وفيرة تُنتجها الأبقار في أثناء عملية التجشؤ؛ لتتسبّب انبعاثات هذا الغاز بزيادة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

ويُعدّ الميثان مسؤولًا عن نحو 30% من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي منذ عصور ما قبل الثورة الصناعية.

بقرة ملقحة صناعية

ترى إيما ستيوارت أن الأبقار يمكن أن تكون حلًا لمشكلة تغير المناخ من خلال مشروع كبير لعلم الوراثة الحيوانية.

وتُعد شركة باراغون فيتريناري غروب (Paragon Veterinary Group) التي تدير 4 مشروعات بيطرية في مقاطعة كمبريا شمال غرب إنجلترا، جزءًا من شراكة كول كاوز (Cool Cows) التي تستهدف تربية أجيال جديدة من الماشية الموفرة للميثان.

وكان المشروع الذي يضم كذلك شركة الهندسة الوراثية سيمكس (Semex)، قد أعلَن مولد أول بقرة عبر تقنية التلقيح الاصطناعي في أوائل العام الحالي.

وعبر استعمال تقنيات التلقيح الصناعي والهندسة الوراثية، يطمح العملاء إلى تطوير سلالات جديدة من الأبقار أكثر استدامة بيئيًا عبر تعديل جيناتها لجعلها تُنتِج كميات أقل من الميثان.

ويأمل المشروع في تأمين انخفاضات كبيرة في انبعاثات غاز الميثان بحلول نهاية العقد الحالي، في إطار خطة أوسع لمكافحة تغير المناخ، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

رعي الأبقار
رعي الأبقار - الصورة من photos

الميثان وثاني أكسيد الكربون

قالت الطبيبة البيطرية في "باراغون فيتريناري غروب"، إيما ستيوارت، إن القطاع لديه مسؤولية مجتمعية لإظهار "أننا نحاول فعل شيء حيال القضية"، في كلمتها أمام مؤتمر جمعية الطب البيطري البريطانية للماشية بي سي في إيه (BCVA).

وعلى الرغم من أن الميثان يبقى في الجو لمدة زمنية أقصر كثيرًا من غاز ثاني أكسيد الكربون، فإنه يُسهم في رفع درجة حرارة كوكب الأرض بوتيرة أسرع بكثير.

غير أن ستيوارت قالت إن خفض انبعاثات الميثان من الممكن أن يقلّل متطلبات الأعلاف، ويعزّز الكفاءة إلى جانب مواجهة المخاوف البيئية.

وتابعت: "إذا كنا نستطيع إزالة الميثان من النظام، فإن بمقدورنا تبريد الكوكب بصورة فعّالة؛ ويمكن أن تصير الأبقار المعدلة جينيًا أحد الحلول لمعضلة تغير المناخ".

الطبيبة البيطرية البريطانية إيما ستوارت
الطبيبة البيطرية البريطانية إيما ستيوارت - الصورة من paragonvet

آثار بيئية

يرى منتقدو صناعة الثروة الحيوانية أن الآثار البيئية الناجمة عن انبعاثات الميثان تُعد سببًا رئيسًا للتحول عن إنتاج اللحوم إلى الأنظمة الغذائية القائمة على النباتات لكل من البشر والحيوانات المنزلية مثل الكلاب والقطط، رغم معارضة بعض الجماعات البيطرية.

لكن في ضوء التقديرات الحالية التي تُشير إلى أن عدد سكان العالم قد يصل إلى 10 مليارات نسمة بحلول أواسط القرن الحالي، قالت الدكتورة إيما ستيوارت: "لن نتخلص من الأبقار؛ فنحن بحاجة ماسة إلى إطعام عدد متزايد من السكان".

من جهتها، أكدت عضوة مجلس إدارة مؤتمر جمعية الطب البيطري البريطانية للماشية، نيكي بودين، كذلك إحراز تقدم في المجال، وفق كلمتها التي جاءت خلال عرض تقديمي بشأن خفض انبعاثات الصناعة.

لكنها حذرت من أنه "من المهم جدًا أن تكون لديك بيانات دقيقة وخطط عمل غير تقليدية، بهدف التأثير في المناقشات التي تتعلّق بالسياسات الأوسع نطاقًا".

وتابعت: "إذا لم تكن لدينا بيانات جيدة للدفاع عن صناعتنا، وإجراء مناقشات مع الناس واضعي السياسات، فإننا نضع فرضيات خطيرة حول الصناعة التي نعمل فيها، ثم ينتهي بنا المطاف إلى تشريعات متواضعة لا ترضي طموحاتنا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:
1. تصريحات الطبيبة البيطرية الأسترالية بشأن دور الأبقار في مشكلة تغير المناخ، من موقع "فيت تايمز".

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق