فيلم «هابي بيرث داي».. أليست الأمنيات حقًا للجميع؟ - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«أي فيلم ناجح لا بد أن يجمع بين الضحك والبكاء والتصفيق».. جملها سمعتها من الناقد الفني الكبير طارق الشناوي نقلها لنا عن المخرج الراحل حسن الإمام، بينما دائمًا ما تقول لي الإعلامية إنجي علي إن الفيلم الناجح هو الذي يجعلك «متنح» بعد نهايته وكأنه لمس عقلك وقلبك وبث فيك نور ما.

فيلم «هابي بيرث داي».. لعله عبرة

وبالتطبيق على ما سبق أستطيع القول "بالفم المليان" إن فيلم «هابي بيرث داي» فيلم ناجح بل أكثر نجاحًا مما يتصوره أي شخص، لقد بكيت بحرقة وخيبة أمل، وضحكت برغم إن الضحك نابع من القتامة، وصفقت منبهرة و«متنحة».. افكر ودماغي مليئة بالأسئلة لماذا ؟ كيف ؟ وإلى متى ؟.

693.jpg
فيلم هابي بيرث داي 

أثار الفيلم عقلي وقلبي وعقل وقلب كل مَن شاهده من خلال قصة إنسانية تنفض الغبار عن عدة قضايا اجتماعية نُسجت بانسيابية بدون «كلكعة» ونصح وإرشاد، من طلاق الوالدين وتأثيره النفسي السلبي على الأبناء، لعمالة الأطفال في أشغال قاسية تقتل روح الطفل بداخلهم، لمخاطر مهنة اللقط "الصيد اليدوي"، مرورًا بالتكاثر غير المنضبط، وحتى معاناة الطبقة الكادحة، والنظرة الدونية لهم ممن أعلى منهم في الطبقات الاجتماعية.

هل الأمنيات حق للجميع ؟

كل هذه القضايا الاجتماعية المهمة والصعبة والمعقدة أُثيرت بسبب رغبة فتاة في إطفاء شمعة عيد ميلاد وتمني أمنية معينة، ربما يجده البعض سببًا تافهًا لكنه بالنسبة لبطلة الفيلم «توحا» يعني الكثير والكثير.. طفلة تريد التمني فتصارع عالمًا مليئًا بالأمراض، ليست بالأحرى أمراضًا جسدية لكنها أمراض ضربت الأخلاق والإنسانية والعقل، وذنبها؟!.. أرادت فقط التمني، وكأنها تطرح على المتفرج سؤالًا: «أليست الأمنيات حقًا للجميع ؟!»، فيعجز المتفرج عن الإجابة أو ربما يخجل من الإفصاح عنها حفاظًا على شعور طفلة لم تر من قسوة الحياة سوى القليل.. نعم القليل فمازالت أمامها قسوة أشكال وألوان.

لا تجلس بمفردك بعد مشاهدة الفيلم في هذه الحالة

«هابي بيرث داي» جمع بين السيناريو الثري المحبوك، والإخراج العبقري بداية من اختيار فريق الممثلين وقيادتهم، وحتى رسم الكادرات التي كانت خير مترجم بصري للسيناريو، إلى جانب الإضاءة والموسيقى التصويرية والملابس، كل هذه العناصر تكاتفت من أجل إمتاع المشاهد وإثارة تفكيره وذلك هو - المفروض- الهدف من أي عمل فني، وفي النهاية أؤكد لك عزيزي القارئ أن وقت مشاهدتك للفيلم لن يضيع هباء ولكن نصيحة مني أذهب إلى قاعة السينما بعلبة مناديل، ولا تجلس بمفردك بعد نهايته خاصة ولو كنت مررت في حياتك بما مرت به «توحا» كله أو بعضه أو لمحة منه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق