الذهب , توقّع بنك «إتش.إس.بي.سي.» البريطاني أن تشهد الأسعار طفرة غير مسبوقة خلال السنوات القادمة، مدفوعًا بعدة عوامل جيوسياسية واقتصادية. وأشار البنك في تقرير صدر اليوم الجمعة إلى أن المعدن النفيس قد يسجل مستويات قياسية تصل
إلى 5000 دولار للأوقية بحلول عام 2026، في ظل الظروف العالمية المتقلبة وزيادة الطلب الاستثماري.
توتر الأوضاع العالمية يدفع الذهب للصعود
ارتفع السعر بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي، متجاوزًا 4300 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. ويعود هذا الارتفاع إلى تصاعد التوترات السياسية في عدد من المناطق حول العالم، بالإضافة إلى استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.
كما ساهمت عمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية العالمية، وتزايد الاهتمام بالمعدن النفيس من قِبل المستثمرين عبر صناديق المؤشرات، في دعم هذا الصعود القوي. ووفقًا لمنصة «إنفستنج» الاقتصادية، فإن العوامل المرتبطة بالتوقعات حول خفض أسعار الفائدة الأمريكية والقلق من تصاعد الحروب التجارية كانت أيضًا من بين المحركات الأساسية للارتفاع الأخير.
توقعات HSBC: ارتفاع مستمر حتى منتصف 2026
في مذكرة بحثية صدرت اليوم، رجّح بنك «إتش.إس.بي.سي.» أن السوق الصاعد سيستمر حتى النصف الأول من عام 2026، مشيرًا إلى أن الأسعار قد تصل إلى 5000 دولار للأوقية في تلك الفترة. ورفع البنك توقعاته لمتوسط السعر السنوي في عام 2025 إلى 3455 دولارًا مقارنة بتوقع سابق بلغ 3355 دولارًا، كما رفع تقديراته لعام 2026 إلى 4600 دولار بدلاً من 3950 دولارًا.
وأشار التقرير إلى أن استمرار تصاعد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، إلى جانب ارتفاع مستويات الدين العام عالميًا، سيساهم في دعم الأسعار المرتفعة، حتى مع احتمال حدوث بعض التقلبات والانخفاض النسبي في النصف الثاني من 2026.
الذهب كملاذ آمن واستثمار طويل الأجل
يرى البنك أن أحد أهم العوامل الجديدة في السوق هو دخول مستثمرين جدد، ليس فقط بدافع تحقيق الأرباح، بل بدافع التحوّط وتنويع المحافظ الاستثمارية، خصوصًا في ظل الاضطرابات التي يشهدها العالم من حيث السياسة والاقتصاد.
ويتوقع «إتش.إس.بي.سي.» أن العديد من هؤلاء المستثمرين سيستمرون في الاحتفاظ بالذهب حتى بعد انتهاء موجة الارتفاع، باعتباره أحد أهم الأصول الآمنة في الأوقات المضطربة.
0 تعليق