شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا طفيفًا خلال تعاملات ظهر اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، متأثرة بالتراجع الملحوظ في أسعار الذهب عالميًا، والتي هبطت بنسبة بلغت نحو 12% لتصل إلى 4299 دولارًا للأوقية، وسط حالة من الحذر والترقب في الأسواق العالمية نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وعودة المخاوف بشأن استقرار القطاع المصرفي الأمريكي.
وفي السوق المحلية، سجل سعر الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا بين المواطنين – 5825 جنيهًا للجرام، بانخفاض طفيف مقارنة بتعاملات أمس، فيما بلغ سعر الجنيه الذهب حوالي 46600 جنيهًا. كما سجل عيار 24 نحو 6657.25 جنيهًا، وعيار 22 نحو 6102.5 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4992.75 جنيهًا، بينما بلغ عيار 14 نحو 3883.275 جنيهًا.
ويرى خبراء سوق الذهب أن التراجع المحلي يأتي انعكاسًا مباشرًا للهبوط في الأسعار العالمية، خاصة مع تراجع الطلب الاستثماري في الأسواق الكبرى، وتحرك رؤوس الأموال نحو الفرنك السويسري والين الياباني، باعتبارهما من أبرز عملات الملاذ الآمن في فترات الاضطراب المالي.
وأوضح متعاملون أن السوق المصرية لا تزال تشهد حالة من التذبذب النسبي في الأسعار منذ بداية أكتوبر الجاري، نتيجة التغيرات المتواصلة في سعر الدولار عالميًا، وتراجع شهية المستثمرين للمخاطرة في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق، خاصة بعد تزايد الحديث عن احتمال رفع أسعار الفائدة في اليابان، والتباطؤ النسبي في نمو الاقتصاد الصيني.
وقال أحد مسؤولي شُعب الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن السوق المصرية تسير في اتجاه الاستقرار الحذر، موضحًا أن التراجع العالمي في الذهب قد لا ينعكس بشكل كبير على الأسعار المحلية بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل والضرائب والرسوم المحلية، إضافة إلى استمرار الطلب المحلي المرتفع على الذهب باعتباره ملاذًا ادخاريًا آمنًا للمواطنين في ظل تقلبات سعر الصرف.
وأضاف أن الأسعار المحلية للذهب شهدت زيادات متتالية منذ بداية العام الجاري، مدفوعة بارتفاع الدولار وازدياد الطلب على المشغولات والسبائك الذهبية كوسيلة للتحوط من التضخم، مشيرًا إلى أن الأسعار لا تزال عند مستويات مرتفعة تاريخيًا رغم التراجع الطفيف الأخير.
وعلى الصعيد العالمي، تستعد العملة الأمريكية لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي لها منذ يوليو الماضي، بعد أن تعرضت لضغوط بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة وتزايد التوترات التجارية، ما عزز الاتجاه نحو تنويع المحافظ الاستثمارية بعيدًا عن الدولار. كما حقق الذهب مكاسب بلغت نحو 8% منذ بداية الأسبوع الجاري، ما يجعله في طريقه لتسجيل أفضل أسبوع له منذ مارس 2020.
ويشير المحللون إلى أن استمرار حالة الغموض في السياسات النقدية العالمية وتذبذب أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ستظل عوامل رئيسية تؤثر على حركة الذهب خلال الأسابيع المقبلة، سواء بالارتفاع أو الانخفاض، وفقًا لاتجاهات المستثمرين العالمية وسلوك أسواق العملات.
0 تعليق