أكد أيمن بن محمد بن سعود السياري رئيس مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربي ومحافظ البنك المركزي السعودي، أن البنوك المركزية تلعب دورا هاما في ترسيخ الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي، وتنسيق السياسات لمواجهة التحديات الراهنة وتعزيز سلامة القطاع المالي والمصرفي، لافتا إلى أن المحافظة على الاستقرار الاقتصادي والمالي الكلي شرط أساسي لمواجهة التحديات الاقتصادية على المديين المتوسط والبعيد.
وقال السياري، في كلمته خلال انعقاد اجتماع الدورة الاعتيادية الثامنة والأربعين لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية بالقاهرة، بحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي: "يسعدني خلال انعقاد اجتماع هذه الدورة أن أعرب عن خالص التقدير لمصر رئيسا وحكومة وشعبا على استضافة هذا الاجتماع وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، متمنيا لمصر كل التقدم والازدهار".
وأشار، إلى أن تخفيض أسعار الفائدة بعدد من البنوك المركزية مؤخرا، سيكون بداية دورة من التيسير النقدي، الأمر الذي سينعكس تدريجيا بشكل إيجابي على تخفيض تكلفة الإقراض ومخاطر خدمة الدين العام وتحفيز الاستثمار وتحسن النشاط الاقتصادي.
وأضاف، أنه على الرغم من التوقعات الإيجابية بنمو الاقتصاد العالمي، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تسهم في صعوبة التنبؤ بمسار الاقتصاد العالمي بالمستقبل القريب، ما يزيد من التحديات التي تواجه صناع السياسات والمستثمرين، ومن تلك التحديات التوترات الجيوسياسية المتصاعدة وتقلبات أسعار السلع الأساسية وتداعيات تشديد السياسة النقدية في العديد من الدول، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الشر ق الأوسط.
وأوضح السياري، أن توقعات صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير الصادر في يوليو 2024، قد أشارت إلى أنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنحو 3.2% خلال هذا العام، ونحو 3.3% للعام القادم، حيث تعكس هذه التوقعات تحسنا في النشاط الاقتصادي، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يتراجع معدل التضخم العالمي من 6.7% في عام 2023 إلى 5.9% على التوالي للعامين 2024 و2025.
ونوه، بأن اقتصاد المملكة العربية السعودية سجل خلال السنوات الأخيرة، معدلات نمو بوتيرة متصاعدة، نظرا لما يشهده من تحولات جذرية وتنوع اقتصادي، بالرغم من تأثر العديد من اقتصاديات الدول حول العالم بالمؤثرات الخارجية والتوترات الجيوسياسية، إلا أن السعودية مازالت تحافظ على اقتصاد متوازن وقوي قادر على امتصاص الصدمات الخارجية.
وقال رئيس مجلس محافظي المصارف المركزية، إن النمو الاقتصادي في المملكة السعودية كان مرتبطا إلى حد وثيق بتغيرات وتقلبات أسواق النفط، ولكن في ضوء رؤية السعودية 2030 وبعد مرور عدة سنوات من إطلاق هذه الرؤية، أصبح النمو الاقتصادي غير النفطي يقود قاطرة النمو الاقتصادي مدعوما بطلب محلي.
وأضاف السياري، أن اجتماع اليوم يمثل مكانا مناسبا لمناقشة التطورات الاقتصادية والمالية والنقدية، وكيفية التعامل معها بفاعلية بما يعزز الفرص ويحقق التطلعات.
وأوضح، أن جدول أعمال اليوم يتضمن عدة قضايا وموضوعات، منها مناقشة إدارة السياسة النقدية في بيئة يكتنفها عدم يقين مرتفع، وتعدد الصدمات، وتداعيات تنامي مديونية القطاع الخاص، على الاستقرار المالي في الدول العربية، ودور البنوك المركزية في التعامل مع قضايا التغير المناخي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي.
ووجه السياري، الشكر لصندوق النقد العربي وصندوق النقد الدولي على تعاونهما في تنظيم ورشة عمل حول تعزيز صلابة واستقرار النظام المالي في عصر الرقمنة، والتي لها أهمية متزايدة نظرا للتحديات التي تواجه القطاع المالي والمصرفي.
وتابع: "لعل اجتماعنا مناسبة لتهنئة إدارة صندوق النقد العربي على التوجهات الاستراتيجية الجديدة له وخاصة التي تهدف لتطوير قدرة الصندوق على تقديم النصح بشأن السياسات، بالإضافة إلى بناء القدرات في المنطقة العربية، كما نقدر الجهود التي يقوم بها الصندوق من خلال عقد الاجتماعات واللقاءات عالية المستوى واجتماعات اللجان وفرق العمل المنبثقة أو من خلال إصدار عدد من المبادئ الإرشادية التي تساعد في توفير المشورة الفنية لمساعدة الدول العربية في تبني السياسات المناسبة".
وأعرب، في ختام كلمته، عن أمنياته بأن يكلل هذا الاجتماع بالنجاح، ويخرج بالتوصيات المناسبة التي تمكن من تعزيز الدور المحوري لهذا المجلس في التعاون والتنسيق بين المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية في الدول العربية.
0 تعليق