يتساءل كثيرون عن العلاقة بين برودة الطقس وانتشار الفيروسات، خاصة مع دخول فصل الشتاء وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الفيروسية.
وأوضح الدكتور أيمن سالم، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب القصر العيني بجامعة القاهرة، أن انخفاض درجات الحرارة يلعب دورًا مساعدًا في انتشار الفيروسات، حيث يميل الأشخاص إلى قضاء وقت أطول في أماكن مغلقة، مما يزيد من احتمالية انتقال العدوى عبر الهواء أو ملامسة الأسطح الملوثة.
تأثير برودة الجو على المناعة
وأشار الدكتور سالم إلى أن التعرض المستمر لدرجات الحرارة المنخفضة قد يضعف الجهاز المناعي لدى بعض الأفراد، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
كما أن بعض الفيروسات تكون أكثر استقرارًا في الأجواء الباردة والجافة، ما يتيح لها البقاء على الأسطح لفترات أطول وبالتالي زيادة احتمالات انتقالها.
عوامل أخرى تؤثر في انتشار العدوى
وأكد الدكتور أن برودة الجو ليست العامل الوحيد المساهم في انتشار العدوى، إذ تلعب الرطوبة أيضًا دورًا مهمًا.
فبعض الفيروسات تفضل البيئات الرطبة، بينما قد تضعف في الأجواء الجافة. وأوضح أن الالتزام بالتدابير الوقائية مثل ارتداء الكمامات، غسل اليدين، والحفاظ على التباعد الاجتماعي يمكن أن يقلل من خطر العدوى بغض النظر عن حالة الطقس.
الأنفلونزا الموسمية والطقس
وأشار إلى أن بعض الفيروسات، مثل الأنفلونزا الموسمية، ترتبط بزيادة حالات الإصابة خلال فصل الشتاء في المناطق المعتدلة.
هذا الارتباط يدعم الفرضية بأن للبرودة دورًا في تسهيل انتشار هذه الفيروسات.
الطقس وكوفيد-19
وحول تأثير الطقس على انتشار فيروس كوفيد-19، أوضح الدكتور سالم أن الدراسات لم تصل إلى نتائج قاطعة بعد.
ورغم وجود أدلة على أن برودة المناخ قد تؤثر على انتشار بعض الفيروسات، إلا أن العوامل الاجتماعية والسلوكيات الفردية تلعب دورًا كبيرًا أيضًا.
نصائح لتعزيز الوقاية
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور سالم على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية في جميع الظروف، مشيرًا إلى أن ارتداء الكمامات، غسل اليدين بشكل منتظم، والتباعد الاجتماعي يظل ضروريًا بغض النظر عن الطقس.
كما نصح بالتركيز على تعزيز المناعة من خلال التغذية الصحية، ممارسة الرياضة، والحصول على نوم كافٍ، للحفاظ على صحة جيدة ومقاومة الأمراض.