بعد كشف تعاون ميليشيا "أبو شباب" مع الاحتلال الإسرائيلي، تم الإعلان عن ظهور ميليشيا مسلحة جديدة في شمال قطاع غزة تُطلق على نفسها اسم "الجيش الشعبي لقوات شمال غزة"، يقودها شخص اسمه "أشرف المنسي"، وذلك بالتزامن مع تصاعد الاتهامات الموجهة لهم بأنهم إحدى المجموعات المتعاونة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية وأهالي قطاع "غزة".

وأكدت مصادر محلية أن هذه الميليشيا أعلنت في تسجيلٍ مصور عن سيطرتها على أجزاء من شمال غزة، محذرة حركة "حماس" من الاقتراب من مناطق نفوذها، وظهر قائدها في الفيديو مرتديًا الزي العسكري، معلنًا أن جماعته تعمل على تأمين المدنيين العائدين للمنطقة، كما أنها ستتعامل بحزم مع أي محاولة للتسلل أو فرض نفوذ جديد في إشارة مباشرة منه إلى أفراد المقاومة الفلسطينية.

ويأتي ظهور هذه المجموعة بعد تشديد الخناق على ميليشيا "ياسر أبو شباب" المدعومة من جيش الاحتلال من الناحية المادية وبالأسلحة أيضًا، مما دفع بعض المحللين السياسيين للقول أن الاحتلال يحاول من خلال هذه التشكيلات خلق واقع جديد داخل غزة، يقوم على تفتيت وحدة الفصائل الفلسطينية، وزرع جماعات محلية موالية له من خلال زرع فكرة "الاشتباكات الأهلية".

كما أنهم وصفوا ما يُعرف بـ "الجيش الشعبي للقوات الشمالية" بأنه واجهة جديدة لمخطط إسرائيلي يهدف إلى تفكيك البنية الداخلية لغزة وإضعاف المقاومة، لافتين إلى أن ظهورها في هذا التوقيت يعكس محاولات الاحتلال إيجاد قوى محلية تخدم مصالحه تحت غطاء الأمن الذاتي.

كذلك فإن ميليشيا "أشرف المنسي" تُعد ضمن شبكة أوسع من الجماعات المسلحة التي نشأت مؤخرًا في القطاع بتمويل وتوجيه إسرائيلي غير مباشر، وتشمل ميليشيا "ياسر أبو شباب" في منطقة "رفح"، وميليشيا "الحماميس" في قطاع "غزة" ومنطقة "دير البلح"، وميليشيا "حسام الأسطل" في "خان يونس"، حيث تؤكد التقارير أن جميعها تعمل تحت مراقبة وإشراف الاحتلال ويتم استخدامها كأداة لزعزعة الاستقرار الداخلي.

وظهر "المنسي" في نهاية المقطع المتداول لينفي سقوط أي من عناصره خلال الاشتباكات الأخيرة مع حركة "حماس" مؤكدًا أن قوات الجيش الشعبي تواصل توسيع نطاق سيطرتها في شمال القطاع، وأن المنطقة لم تعد تحت إدارة "حماس" بعد الآن، وهو ما اعتبره كثيرون تعبيرًا واضحًا عن تحدي مباشر للمقاومة بدعم وتسهيل من قوات الاحتلال الإسرائيلي.